تحدثنا مرارا وتكرارا ان الأمن في العاصمة عدن مسؤولية كل الناس وليس مسؤولية رجال الأمن والمقاومة فقط وطالبنا جميع الناس وخصوصا الشباب بأن يكونوا على قدر عالي من المسؤولية للتصدي لأولئك الفتلة وطالبناهم باليقظة ونشدناهم بأخذ الحيطة والحذر في مناطقهم وأحياءهم السكنية وحواريهم وشوارعهم وفي كل شبر من أرض الحبيبة عدن، فهم أهل البلد وأهل مكة ادرى بشعابها ! ولكن للأسف لم نجد التجاوب الحقيقي إلا من الأقلية وكأن ما يحدث في عدن من تفجيرات واغتيالات وإزهاق للأرواح البريئة لا يعينهم او ليس من شانهم ولا من اختصاصهم طالما هذا الشيء بعيداً عنهم وعن عوائلهم وأقاربهم ومعارفهم، ولا نعلم لما كل هذا التخاذل والتقاعس !
فلم يسبق وأن أقدم مجموعة من الشباب في شارع أو في حارة أو مواطنين في حي سكني بإلقاء القبض على قاتل أًو صاحب دراجة نارية يحمل بندقية أو شخصاً غريباً مشتبهاً بهِ ! ولم يسبق وأن قام مجموعة من الشباب أيضا أو من المواطنين بملاحقة قاتل، وأردوه قتيلا بعد فعلته، أو حتى معرفة مكان اختبائه بعد تنفيذ جريمته للإبلاغ عنه ! ولم يسبق وأن شاهدنا او سمعنا عن عمل وطني رائع قاموا بهِ أبناء منطقة او حي سكني او حارة في عدن للتصدي لتلك الاعمال الاجرامية التي تحدث كل يوم على مرأى ومسمع من الجميع في عاصمتنا الحبيبة عدن !
ويالا الأسف لم يحدث شيئاً مما ذكرنا أبدا ولم تسجل أي بادرة إيجابية من الشباب أو المواطنين في عدن منذ أن بدأت تلك الايادي الخبيثة بالاغتيالات والعمليات الاجراميه، ولم نسمع أو نشاهد أي عمل ملموس على الأرض يسجل للشباب أو للمواطنين في أي منطقة من مناطق العاصمة عدن إلا عملية واحده تم تسجيلها في منطقة البريقا بقيادة الأخ هاني اليزيدي ومجموعة من الشباب والمواطنين الشرفاء بجانبه فقط ،
ولا نعلم لما كل هذا التخاذل والانهزام الذي أصاب العاصمة وأهلها ! ولا نعلم هل يرتضوا فعلا لتلك الأعمال الاجراميه التي تحصد أروح قادتهم وكوادرهم وأبناء شعبهم ! لا أظن ذلك ولا أظن بأنهم وأبناءهم وإخوانهم يشكلون جزء ولو بسيط من تلك الأعمال الاجراميه، ولا أظن أيضا بأنهم يشعرون أنهم في منأى ومأمن من بطش تلك الايادي ألغادرة وبأ اعتقادي إن المسألة تكمن بالخوف الذي قد عشعش في رؤوسهم وأصبحوا حبيسي البيوت وحبيسي الذات يعيشون في خلوه وعزله تامة ، شعارهم ( ماشي علينا ) ( ماشي لنا دخل ) مبدأهم عدم التدخل والالتفات لكل ما يحدث يروح من راح ويبقى من بقي !
وهذا أكبر خطأ يرتكبه شباب ومواطني العاصمة عدن، فهم المعنيون بالأمر اليوم لكونهم أبناء عدن وهي مدينتهم وغابتهم التي ولدوا وترعرعوا وكبروا فيها وحموها وحرروها من ايادي المليشيات الغازية وكانوا يزأرون مثل الأسود في ارجائها فهم يعرفون مداخلها ومخارجها وحواريها وأزقتها وملآويها، ويدركون أين يكمن الغدر والخطر فيها ومن ينشر الرعب داخلها ويصدر الموت اليها وعبر من يحدث كل ذلك !
وهذا ما دفعني اليوم للكتابة وجعلني اكتب بحرقة ومرارة وانتقد أهلنا وشبابنا الثائر عشاق الساحات ورواد الميادين في العاصمة عدن التواقون للحرية والكرامة والساعون للتحرير واستعاده الأرض والهوية فقد كنا نأمل بهم خيرا كبيرا للجنوب وشعبه المكافح ومازلنا نراهن عليهم حتى اللحظة للقضاء على أولئك القتلة المتخفون في اوساطهم بالحبيبة عدن, وكشفهم ونبذهم امام الملا لينالوا جزائهم وعقابهم الرادع ويكونوا عبرة لمن يعتبر .
وفي الأخير صدقوني لن ينتهي مسلسل الاغتيالات والتفجيرات في عدن إلا بتعاوننا وتعاضدنا وتآزرنا جميعا ووقوفنا الجاد الى جانب قادتنا لمواجهة كل التحديات التي تستهدف جنوبنا الحبيب ارضا وإنسان ولن تستقر عدن ولن يتواجد الأمن فيها حتى يتحول الجميع في عدن الى رجال أمن .