في مقال سابق كتبت وقلت : إن الشعوب مصفقة في السراء والضراء ، وخير شاهدٍ ودليل خروجها في السبعين حاملة صور الزعيم الصالح ، وهي التي بالأمس القريب ، داست صوره ، وخرجت تطالب برحيله ، وعندما دعاها هادي للخروج في الزبيري خرجت تهتف باسمه ، واليوم تمزق صوره ، وستسمعون غداً وبعد غد عن خروج لمليونيات هنا وهناك هذه تهتف للصالح ، وأخرى تهتف للجنرال ، وثالثة ستهتف لابن الشيخ ، والشعوب مسكينة ومغلوبة على أمرها ، خاصة عندما يكون خروجها لتمجيد شخص ، ولكن عندما يكون خروج الشعوب لقضية فاعلم أن خروجها سينتزع حقوقه وخير شاهد ودليل خروج مليونيات الحراك الجنوبي التي خرجت لا لفرد ولا لنصرة قبيلة ولكنها خرجت تحمل قضية شعب ، يخرجون وقد باعوا شيئاً من حاجياتهم لتنضج القضية ، وما استبسال أبناء الجنوب ضد جيوش صالح والحوثي إلا تحصيل سنوات من زرع القيم في نفوس أبناء الشعب الجنوبي ليستعيدوا حقوقهم وأول حق هو استعادة الدولة الجنوبية . إن الحراك الجنوبي أستاذ أجاد فن التدريس فتخرج على يديه جهابذة من الشعب حملوا على عاتقهم فكرة التصالح والتسامح ، وهذا ما أزعج الحاقدين الذين كانوا يعزفون على وتر المناطقية الحساس ، لم يخرج الشعب في الجنوب إلا حاملاً قضيته العادلة ، وهاأنتم تشاهدون بعين رأسكم مدى ما تحقق لهذا الشعب الهمام الذي عزف الحان الحرية في منصة الضالع وفي مدرم وساحة العروض وفي المكلا والمهرة وأبين وشبوة ، وفي كل شبرٍ من تراب الجنوب العربي ، ولقد أصبح الجنوب اليوم قاب قوسين أو أدنى من استعادة دولته وحلمه المنشود ، فالشعوب عندما تخرج حاملة صور زعطان أو فلتان من الناس اعلم إنها مصفقة من أجل تحصيل حق اليوم ، فلا فرق بينها وبين الذي يحيي حفل زفاف ولا يعلم اسم العريس ، هذا الشعب وبهذا التفكير البسيط شانه شأن الأطرش في الزفة ، أما الشعب الذي يخرج حاملاً قضية ، فلا أرى له شبيهاً إلا الفارس في ميدان المعركة ، فالأول هو الشعب في الشمال ، والثاني هو الشعب الجنوبي البطل .