لقد مر شعبنا الجنوبي وقضيته السياسية العادلة (القضية الجنوبية ) بمراحل ومنعطفات كثيرة ومعقدة تعددت المؤامرات وتنوعت اساليبها وتكتيكاتها وبلغت خطورتها اقصى مداها ، وجميعها تنصب في احتوائها والقضاء عليها ، حيث دأبت قوى الشر والتآمر والهمجية اتباع استراتيجيات وتكتيكات شتى ، وذلك بغية طمس وإلغاء الحق الجنوبي المتمثل بقضيته السياسية القضية الجنوبية ، غير ان سرعان ما كانت تتهاوى وتتكشف خيوط وألاعيب هذه المؤامرات الفاشلة لقوى التآمر والتخلف ، وتتعرى سوءاتها ومكرها ، وذلك جراء الوعي الوطني اليقظ لشعبنا الجنوبي الثائر . كثيرة هي المليونيات التي نفذها شعبنا الجنوبي البطل والتي لم تأتي هكذا عبثا او مجرد عواطف جياشة محبة فقط لتجمهر وترديد الهتافات العاطفية كما يزعم ويضن ساسة قوى التآمر والبعض المحسوبين على الجنوبي خفيفي الوزن والقيمة المنبطحين الذين أعطوا لأنفسهم الحق في الادعاء بتمثيل شعب الجنوب في اللقاءات والمنتديات والمؤتمرات في المحافل الدولية ، بل ان هذه المليونيات هي في الاساس نتاج سياسة تراكمية عبثية تأمريه تمثلت بمصادرة حقوق الشعب شملت كافة مناحي الحياة السياسية و الاقتصادية والثقافية و الاجتماعية مورس في حقة ابشع صنوف الارهاب و التطرف و العنصرية . ان مليونية المصير والتي سوف تقام في حاضرة عاصمة الجنوب (عدن) والتي تأتي في ظروف ما بعد الحرب ينبغي ان تكون استثناء جدا ينبغي ان تتميز من حيث التنظيم والزخم الجماهيري وغيرها ، وهو ما يستوجب على ابناء شعبنا الجنوبي البطل الاستعداد والتأهب في الزحف الى العاصمة عدن وذلك لإنجاح هذه المليونية الهامة وإظهارها بمظهر يتناسب ويواكب هذه المرحلة مرحلة ما بعد الحرب والتي سطر فيها شعبنا الجنوبي البطل ومقاومته الباسلة اروع ملاحم البطولات ،والفداء، و الاستبسال، بدعم من الاشقاء العرب مجلس التعاون الخليجي واثبت شعبنا اقتداره على إمساك زمام أمورة بنفسة . كما انها أي (مليونيه المصير) هذه رسالة واضحة يبعث بها شعب الجنوب الى المتحاورين والمتفاوضين في دولة الكويت إن أمن واستقرار المنطقة مرهون بحل قضية شعب الجنوب حلا عادلا وبما يرتضيه شعب الجنوب ومقاومته الباسلة ، حيث ان استمرار تجاهل حق الشعب الجنوبي في تقرير مصيره يعني مزيدا من الاضطراب والتوتر والعنف الامر الذي ينعكس على دول الخليج و المنطقة بشكل عام حيث وقد اثبتت الحقائق و الوقائع ان مصير الشعب الجنوبي مربوط بمصير دول الخليج العربي وان الاحداث الاخيرة التي فرضها تحالف الشر الحوعفاشي ما هي إلا نتاج تجاهل الحق الجنوبي والذي ضل شعب الجنوب يحذر من استمرار الخطر الارهابي الذي فرزته حرب صيف 1994م والتي مهدت الارضية الخصبة للتدخل الخارجي لزعزعة أمن استقرار دول الخليج ناهيك عن تصدير الارهابيين والمتطرفين والتكفيرين الى الجنوب وذلك لخلط الاوراق وتهديد دول الخليج العربي ،وابتزازها حيث اثبتت الحرب الاخيرة والتي وجدت دول الخليج العربي نفسها في خدنق واحد مع الجنوبيين لتأكد لها حقيقة ان امن الخليج مرهون بأمن الجنوب ولن يتحقق ذلك إلا بحل قضية شعب الجنوب حلا عادلا وفق ما يرتضيه شعب الجنوب الذي ينادي في تقرير مصيره واستعادة دولته فمليونيه المصير هي من تأكد ذلك .