الكثيرون يندهشون من تكرر حالات انتحال صفة التمثيل للقضية الجنوبية وتسجيل حالات التوافد الكثيفة لحركة تسوق الزبائن المرتزقة من بازار القضية الجنوبية .. هذا يعتبر عمل طبيعي طالما وانه في حسابات الحياة والموت يعد انتحال التمثيل السياسي للقضية الجنوبية عملا ؛ عالي السلامة ؛ خصوصا وأن القضية الجنوبية هي قضية "جبانة" ويستطيع من يشاء أن ينتحل صفة التمثيل فيها اضرارا بها دون أن تتعرض حياته لخطر حقيقي من أي نوع قد يتمثل له الطريق فيعرض له في صورة تهديد حقيقي يصدر من اي مستوى من المستويات التنظيمية لقطاع الحراك الجنوبي .. هؤلاء وأمثاله من بائعي الهوى يأمنون على حياتهم وحتى مصالحهم فلا تكون مصالحهم أمام تبدد متوقع بل لا يبعد أن يعودوا إلى ركاب " الوطنية " في نظر الحراكيين لمجرد أن يصدر منهم موقف واحد يعد بنظر الكتل السائلة من جماهير الحراك الطيب عملا ينحاز الى خيار التحرير والاستقلال .. حينما تكون القضية السياسية بلا أنياب فمن الطبيعي للغاية أن يتجول ياسين مكاوي بكل اريحية بين المحافل السياسية الدولية لكي يضر الجنوبيين جميعا ثم يعود إلى عدن فيستطيع فيها أن يتجول في حدائقها بأمان ثم ينعطف لكي يحتسي كوب القهوة في إحدى ازقتها أو شوارعها الشعبية .. لنتخيل مثلا شخصا ما يستنخ بديلا للمؤتمر الشعبي العام ثم يعن له أن يتجول في شارع جمال لكي يكحل عينيه برؤية رونق الأزياء الحديثة الذي تكتسيها واجهات محلات شارع جمال بمنطقة التحرير .. أو لنتخيل أن شخصا ما يستنخ مكونا ينازع أنصار الله ويقدم نفسه بديلا عن الحوثيين في مفاوضات الكويت ؛ افهل سيستطيع هذا الرجل أن يتنفس مليجرام واحد من الأكسجين تحت سماء مدينة سام وهو في حالة انتحال قائم لتمثيل مكون أنصار في محفل من المحافل الدولية .. ان المؤتمر الشعبي العام البديل لم يكن ليكون إلا خارج حدود اليمن وبرعاية سامية من ملوك ال سعود ملوك المملكة العربية السعودية ؛ دفعت المملكة المال الوفير كي تحصل على مكون كرتوني يحتوي على زجاجات فارغة من كوادر عقيمة كانت عبئا على الفاعلين من كوادر المؤتمر الشعبي العام بقيادة الرئيس علي عبدالله صالح .. ومع ذلك لم يخطر على قلب أحد أن يستدعي أي من هؤلاء لتمثيل المؤتمر الشعبي العام في مباحثات الكويت المزمع انطلاقها بعد أيام قليلة من الآن .. بينما لم تنجح أي محاولة لاختلاق مكون للحوثيين يتنافس أمام الدول في مسمى مكون شعبي يتوافر على قضية حقه تعتنق المطالبة بحقوق الأقلية المذهبية التي يمثلها المنتسبون الى المذهب الزيدي في اليمن .. المؤتمر الشعبي العام والحوثيون هم أعلم الناس بخطورة اختطاف الشرعية التمثيلية للقطاع الشعبي الذي يعبر عن أهداف تلك المكونات ؛ خصوصا ؛ وان تصارع الدول على اليمن سيغذي وجهات اعتساف التمثيل الشعبي لاي من المكونات الناشطة على الارض حتى يكون هذا التكوين البديل حاملا لوجهة نظر الطرف الدولي ومدخلا لتدخله في شؤون البلد حماية لمصالحه العليا .. لكننا في الجنوب نتوافر على كيانات ضارة تعيش ثابتة القدمين هنا بل وتجرؤ على تحدي الكل مثلما حصل - على سبيل المثال - في حادثة نزع العلم بالقوة من رداء فتاة جنوبية حرة حضرت إحدى الاحتفالات التي أقيمت بجامعة تحت حماية محافظ مدينة عدن الاسبق الدكتور عبدالعزيز حبتور .. وحيث أن من أمن العقوبة أساء الأدب ؛ فإن هؤلاء لو داخلهم شك بأن العنف الثوري المتصور أن يندلع من عمق الحراك الجنوبي سيقتص من العابثين بواحدية تمثيل القضية الجنوبية وانحصاره في مكونات الحراك الجنوبي الشعبي المطالبة بحقوق تقرير المصير ؛ لو شك أولئك في جدية هؤلاء ؛ لكانوا قد راجعوا التدبر فيما عزموا عليه مرات ومرات قبل أن يضعوا قدما في سرج سيؤدي إلى خطف تمثيل القضية الجنوبية من أيدي ممثليها الحقيقيين .. مثلا في الجنوب يستطيع نجل رئيس الجمهورية - بحسب المزاعم التي تنسب إليه صنيعة اشهار تكتل شباب الجنوب المشهر مؤخراً في المملكة العربية السعودية - ان يسرق تمثيل القضية الجنوبية بلفيف من الشباب المرتزقة المستجلبين الى المملكة العربية السعودية لكي يضر بهم آمال الجنوبيين دون ان يخشى عواقب ما يقوم به فلا ترتعد فرائصه او تهتز له شعره في جفن ؛ ولما الخوف إذن ؛ وهو يستطيع أن يعود إلى عدن ويأمن بالحزام التعقلي العريض الذي تبديه مكونات الحراك الجنوبي تجاه كل المارقين السابقين واللاحقين ممن افسدوا الحرث والنسل وركلوا فرص الإصغاء الدولي للممثلين الحقيقيين للقضية الجنوبية بعد أن قطعوا الطريق بين الطرفين وقدموا أنفسهم كبائعين للمواقف بثمن بخس لكيلا تتفق الجهود الحقيقية في الميدان الجنوبي بالجهود الدولية الحقيقية الراغبة في صناعة سلام مع الجنوبيين ؛ فتضيع الفرص الحقيقية لحل القضية الجنوبية كل مرة ؛ وفي كل مناسبة ؛ بسبب ايادي جنوبية ما كانت لتجرؤ على ذلك لو أن الحراك الجنوبي ؛ وفي مناسبات سابقة ؛ قد قطع اليد التي تمتد لإفساد تمثيل القضية الجنوبية بشكل زائف وجعلها عبرة لمن لا يعتبر .