في يوم مختلف ليس كباقي الايام يوم توقف فيه كل شيء خاص ورضخت عنده جميع المصالح الشخصية رضوخا تاما وجمدت وحُيدت مشاريع اعتيادية اخرى كثيرة نزولا عند رغبة شعبنا الجبار، وتلبية لنداء الواجب الوطني المغوار التواق الى تحقيق الهدف الاسمى على جميع الاهداف التي سواه. ولأن حلف ابناء قبائل يافع قاطبة في الداخل والخارج بكل ما لديهم من رجال ومال وعتاد لا ينضب وجهد دؤوب لا يتوقف للحظة واحدة من لحظات النضال الوطني المشهود ولم يتردد عند أي عقبات او صعوبات تقف عائقا على طريقهم الطويل الممتلئ بالتحديات الجماء والمعوقات التي ليس لها حدود هم الدرة المضيئة والشعلة الوهاجة التي لم يخفت نورها على مدى جميع مراحل النضال بكل تفاصيله. فعقدوا العزم وشدوا الهمم وربطوا الجأش وساروا قوافل تلو اخرى بخطى ثابتة ترفرف فيها راياتهم وتصدح اصواتهم في اذان السامعين لمسافات طوال فعبرا الجبال الوعرة والاودية الملتوية وجاوزوا طرق السير الشاقة والمتعرجة افواج غفيرة قدمت من كل حدب وصوب فمنهم من سلك الطريق الساحلي باتجاه ابين المنسية ومنهم من سلك طريقه المعتاد عبر منفذ لحج الجريحة. تلك المحافظتين التين تشهدان صراع محموم من نوع مختلف لكن هدف كلا الفوجين من ابناء قبائل يافع كان واحدا والمحطة هي تلك المعروف عنها بالمليونيات البشرية الشهيرة والمشهود لها بصناعة المعجزات والتضحيات الجسيمة. فوصلا الفوجان معا الى محافظة عدن الحبيبة فعانقاها من الشرق ومن الغرب ومدت لهما ذراعيها الحنونين لتضمهما الى حضنها الدافىء الذي لطالما قدموا من أجل الحفاظ عليه قوافل من الشهداء الأبرار مع جميع اخوانهم الذين قدموا بدورهم الى المكان عينه في ساحة النضال التاريخي (ساحة العروض) بخور مكسر وهناك اناخت القوافل المتدفقة كسيل العرم الجارف من كل فج عميق دون ان تتوقف عن الهتافات وترديد الشعارات الثورية التي اعتادت عليها الجماهير في مثل هكذا مناسبات فغاصت الساحة باعداد مهولة من البشر فغمروها كلها حتى اكتست بحلة جديدة ومظهر متجدد في لوحة بديعة الجمال امتزجت فيها الالوان الزاهية واختلطت المشاعرالوطنية بالعواطف والذكريات الخالدة العالقة في أذهان الجماهير العظيمة. وتجلى بالمقابل دور الحلف الرائد (حلف ابناء قبائل يافع) في لحظات فريدة شكلت علامة فارقة كالعادة في مثل هذه المناسبات الوطنية الكبرى التي كرس الحلف لها كل جهوده المضنية والحثيثة لإنجاح فعالية المليونية الاكبر منذ انتهاء الحرب الاخيرة على الجنوب. وكان ذلك من خلال الدور الوطني البارز لجميع اعضائه في الداخل والخارج الذين بذلوا كل غال وثمين من شأنه أن يسهم في نيل الحق الشرعي المتمثل باستعادة الدولة الجنوبية على كامل ترابها الوطني بالوسائل النضالية المتعددة حيث لم يألوا أي جهد ولم يدخروا راحة لتقديم ما يمكنهم تقديمه من خلال توفير وسائل النقل المختلفة واللجان الميدانية والفرق الاعلامية والتنسيق المحكم والتواصل المستمر حتى انجاز المهمة. علما أن حلف أبناء قبيلة يافع قد تكفل بالرعاية الكاملة للمسيرة، حيث وفر الحلف ما يزيد عن (300) باص ومركبة، بالإضافة لتكاليف التغذية والحمايات الأمنية وجميع الاحتياجات المادية والمالية. وكانت مشاعر الإرتياح والبهجة جلية وقد عمت الحشود التي لامست جهود منسقي الحلف وفريقه الاعلامي والأمني تطلعات الجماهير، ولبت الكثير من متطلباتهم الملحة لإنجاح الفعالية وجعلها أكثر تألقا كونها شهدت تطورا كبيرا في مجال الاهتمام بالنقل الاعلامي المتميز الذي أدخلت فيه وسائل اعلامية حديثة وملفتة ساهمت اسهاما كبيرا في نقل الصورة الحقيقة بشكل متطور واكثر حداثة.