رسالة حب ووفاء إلى روح الشهيد البطل محمد احمد امزربة في الذكرى الاولى لاستشهاده ورفاقة الابطال شهداء المقاومه الجنوبيه في خورمكسر (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ) (الأحزاب: الآية :23)
لا اعرف من أين أبداء ؟ لا حروف الشعر تسعفني ولا نار القلم من أين أبداء؟ كل قانيةٍ بكت .... والحرف ولى وانهزم ؟ انا لست ادري؟! هل سأكتبكم أنا .... أم هل ستكتبكم ترانيم المطر ...؟
بين الوجود والعدم ، والغيب والشهادة ..تحضر أيها الاخ والرفيق البطل الشهيد محمد امزربة ، بنسماتك العطرة ، وألطافك البهية ، لترد لهذا الوطن المحتل المُمَزَّع نسمات حياة وحرية زكية ، طيبة ،مباركة...تسمو في آفاق من الكمال الملائكي ، يتماهى فيه الغيب بالشهود ، ويسيخ الوجود في اللاوجود ، فتكتمل الصورة خلقا آخر " فسبحان الله أحسن الخالقين" !
لقد حاربت العدو ببسالة؛ فلم تَلِنْ ،ولم تستكن ،ولم تستسلم ، وظللت تردد بملء فيك أنك من طلاب الشهادة ،وعشاق الجنة ،وأن الموت لا يخيفك ، بل هو أعز غائب تنتظره ، وأن جهادك للأرض ، وفوق الأرض حتى تحرير آخر شبر من الأرض...
لقد قاتلت يوم هرب المتواطئون عشاق السلطة والمال ، واستعليت يوم انبطح الناس ..فمثَّل استشهادك عمق وجدان هذه الأمة الجنوبية، وعنوان عزها وشموخها ..فكان استشهادك آية ، و رحيلك صحوة ، ودماؤك الزكية " بنزين حياة " لأُسُد المقاومة الجنوبية الباسلة ...
فجر يوم 19 ابريل 2016 تترجَّل من صهوة جوادك إلى السماء ، في معركة الدفاع عن الارض ، لقد استشهدت في معركة خسيسة غير متكافئة.. ليحقق لك أمنيتك التي لطالما عشت لها ..شهادة تنقلك إلى حواصل طيْر خُضْر في قناديل تحت عرش الرحمان ، لترتاح من كدر هذه الحياة وضنكها ، وتحيى حياة حقيقية لا ينغِّصها شيء ، ولا يُكدِّرها مكروه ..
أيها الشهيد البطل . لقد استشهد على تلك الأيادي ألآثمة للغزاة لدفاعك عن شعبك وارضك استشهدت لانك لم تكن تحمل هم نفسك ولا هم الدنيا بل كان همك هذا الوطن الغالي . لقد حرصت أن تطهر الوطن ممن أرادوا احراقة واعادة احتلالة وقد فعلت .
أيها البطل . رحلت شهيداً على صدر بلدنا الغالي . وزرعت محبتك في شرايين الوطن . يا رمز الحرية والعطاء . لقد ارتسمت صورتك في كل العيون . وروحك لا تزال تحوم بين الجميع ونطقت بسمك كل الشفاه . أنت رجل أودعت فيك كل صفات الشجاعة ... حتى تخيلنا انك اخترعتها . أنت رجل صلب ذو إرادة حديديه لا تلين ولا تكل ولا تمل ليل نهار أينما كنت نراك .. ونحس عطائك أنت حر ولكن مقيد بالقيم والأخلاق المثل . غني بعطاك بسيطً في مظهرك ... ولاكنك تتقي الله . متواضع تحب الصغير والكبير ولاكن لا تخاف في الله لومة لائم . أبيّ النفس لا تساوم على الكرامة . خدوم إلى ابعد درجات الخدمة وترفض أن تكون لوحة مصلوبة على جدار العنجهية والغطرسة . قد تتجاهل .. ولاكنك لا تجهل تشعر بكل حركة تجري هنا ... أو هناك . عنيد قاس ولاكن قلبك ينطق بالطف ويعبر عن صدق المشاعر هذا أنت .
هل تكفي كلمات الرثاء في ذكرى استشهادك إذا أتت لك كل المفردات ووضعت اكليلاً عليك !!
لن نوفيك ولن نوفيكم مهما رثينا أو وصفنا أو مدحنا . فلا يرثي الشهداء لأنهم أحياء عند رهم يرزقون . ولا يمدح العظماء فما عسى أن يمدح المادحون . يا شهيدنا البطل .