من حسن حظكم أن التكنولوجيا تنقل الواقع بلا رائحة وإلا لكنتم الآن تشاهدون وتقرأون وأياديكم على أنوفكم، ولما كان باستطاعتكم المتابعة حتماً، من منا يصدق أن حال كريتر "عدن القديمة" أصبح هكذا؟ من يصدق أن الشوارع التي كانت تسكَر الأنوف برائحة بخورها أصبحت مقرفة بسبب المجاري والقمامة وكل هذا الإهمال بحقها؟ إنه لأمر مؤسف أن يكون هذا حال مدينتنا القديمة وحال شوارعها، والأكثر أسفا السكوت والرضوخ لهذا الواقع المقرف حد التعوّد، مددنا الحجار على الأرض لنتخطى بها كل هذا القرف، وأغلقنا نوافذ بيوتنا وانغلقنا، ومن ثم سكتنا، لكن هل هروبنا من هذا الوضع مجدي؟ هل محاولات تجميلنا لواقعنا القبيح ذو نفع؟ بالطبع لا!!! فحمى الضنك عادت مجددا وحصدت العشرات من الضحايا والأمراض اليوم في كل بيت كما تعلمون، وخسائرنا المادية بسبب هذه الأمراض فاقت الاحتمال، ناهيك عن عذاباتنا وأوجاعنا بسبب الأمراض. لن أبعث برسالات ومناشدات لجهات الاختصاص لكي تؤدي عملها، ولكن كل أملي أن يزور المرض الشديد منازل المدراء والمسؤولين حتى يفيقوا من تقاعسهم وإهمالهم وعبثيتهم ولا مبالاتهم ولا أمانتهم تجاه مسؤولياتهم، حتى يشعروا بمعاناتنا بقرفنا وبأمراضنا ، ليس بداعي التشفي ولكن كما يبدو قد عميت أبصارهم ولن يعيد لهم البصر إلا البلاء الذي أبتلي به المواطن، وكم سأكون سعيدا لو تخطت بعض البعوض نقاط وحواجز قصر المعاشق ووصلت لمن تبقى به من وزراء وذو شأن. رجائي الأخير من المواطن أن يتحمل جزء من المسؤولية ولا يزيد الطين بله، فمن الملاحظ أن الكثير من الأسر اصبحت ترمي القمامة في الأركان وفي الأماكن غير المخصصة لذلك، فهل يعقل أن يصل بنا الحال من القذارة لأن نرمي القمامات بجانب منازلنا أو منازل جيراننا؟ في حوارينا حيث يلعب أطفالنا؟ ما هكذا أخلاق المسلم ولا هكذا عرف العدني، لطالما كنا مثالا في النظافة والتحضر وكم أتمنى أن تعود قلوبنا نظيفة وتصرفاتنا أنظف. لن أطيل بالكلام فالصور ستوصل كل الامتعاض والقرف الذي بي