بعد الوحدة المشئومة في 90 والتي عانى منها الجنوبيين من تسريح العسكريين وتصفية الكوادر الجنوبية ونهب اموال وثروات الشعب ومركزية صنعاء المقيتة التي دمرت كل مظاهر الدولة في الجنوب وجعلت عدن مجرد فرع لصنعاء وحكمها الجائر . لم يكتفي عفاش بحصر صلاحية عدن وتدمير البنية التحتية بل عمل على تكوين منظومة فساد في كل مؤسسات الدولة بأقالة كل الكفاءات والكوادر الجنوبية واستبدالهم بأشخاص لايحملون حتى درجة البكلاريوس ..!!
ضلت عدن تعاني الويلات بسبب هؤلاء الحمقاء الذي تعمد المخلوع وزبانيته على تمكينهم في الجنوب واعطائهم مناصب قيادية لكي يعيثوا فيها الفساد ويعملوا على فجوة في كل المؤسسات الحكومية . واليوم وبعد 26 عام من منظومة الفساد المؤسسي المتعمدة على عدن والجنوب ، تحررت عدن من اصنامهم التي يمجدونها ومن فسادهم الممنهج الذي انتشر في كل المؤسسات كالسرطان ليدمر مناعتها ويلحق بها الاذى ، تم محاربة واقتلاع هذا الورم الخبيث من الجنوب .
واليوم ونحن نستعيد عافيتنا من بعد كل ماحصل لعدن والجنوب في الاعوام الماضية من فساد ممنهج ومحسوبية قاتلة ادت الى جعل عدن في موضع اللادولة واللاقانون . فبعد كل ماحصل للاسف نلاحظ في هذه الايام اننا بدأنا ننجر الى الطريق الخطأ ونكرر ماحدث في السابق ، وجعل الحكم اليوم في هوشلية وفشل اداري مفرط ، فالمناصب اليوم تقسم على حسب الرصيد النضالي وليس على حسب الكفاءة المهنية ، مما يجعلنا ندور في حلقة مفرغة وعدم جعل الشخص المناسب في المكان المناسب .
فعدم دقة الاختيار للكفاءات وعمل معايير ثابته تجعل من العملية الادارية في عدن في هوشلية وعدم القدرة على الادارة الصحيحة . ففي كل العالم يكرم المناضلين على اطلاقهم الشرارة الأولى لثورة ويخلدوا في تاريخ الشعوب لكن على مر الزمن لم يكن الرصيد النضالي معيار لأي شخص كي يخول ان يقلد اي منصب اداري ، فالكفاءة هي المعيار الوحيد التي تمكن لشخص ان يقلد اي منصب إداري، والذي بدوره سيعمل على تطوير البلاد وتعزيز الديمقراطية في الوطن ، والنهوض بمستوى الدولة في كل المجالات .