عرفته شابا مهذبا وابن ناس عبر والده صديقي واخي الاستاذ عوض بكار بسيطا ومحدود الاماني والطموحات ..ولم اكن اعلم ولا الكثيرين انه يحمل عشقا ابديا وحبا جارفا لمدينته عدن وشجاعة غير متناهية ..وكانت حياته الرتيبة قبل الحرب ليست قادرة على اخراج مكنونات نفسه ولا استخراج خصائصه وميزاته ..و التي تفجرت فجأة حال اعتداء الحوثة على مدينته عدن وظل طوال ايام الحرب والاحتلال حاملا بندقيته التي استبدلها عوضا عن ابنته الغالية والوحيدة والصغيرة ..وحينما ايقن ان الوطن اكبر من الجميع ومن الاهل والابناء برز جليا معدنه الاصلي والنفيس وطارد الاعداء والمحتلين في كل مكان ..حتى حانت ساعة الصفر ولحظة التطهير وهي حرب ومعارك طرد الاحتلال ...وفي مثل هذا اليوم الثامن والعشرين من رمضان حانت لحظة الهجوم المعاكس في منطقة خور مكسر والمطار..حتى تم تحرير المناطق كلها في العاصمة عدن ..ولانه بطل ومن الصفوة من الابطال وهب حياته وشبابه وامانيه فداءا لعدن وسلم الراية لاخوانه وزملائه في معارك الشرف والبطولة لمن هم خلفه.. مات عفوا استشهد الابن والبطل بكار عوض بكار وسقى دمه الطاهر تراب الوطن ومنطقة المطار التي كانت عصية على ابطال الجنوب حتى جاءها انتحاريو عدن الذين خرجوا من ازقتها وحواريها وعششها ومن الاحياء والاسر الفقيرة والمعدمة ليعلنواللجميع ان وطنا لانحميه لانستحقه .. ترك بكار ابويه المريضان وترك زوجته الشابة كما ترك زهرته في الحياة وهي لم تبلغ الثلاث سنوات من اجل عدن وتحريرها وايقاف المندسين عن العبث بها. وكأننا نراه اليوم في تلك المناطق والاحياء التي يتردد عليها ولسان حاله يقول : نحن قدمنا الارواح لعدن دون اشتراط فلماذا البعض لايريد تقديم الاخلاص والمصداقية ..ولماذا البعض يريد استثمار دمائنا لنفخ جيوبه وزيادة ثروته رحم الله ابننا بكار وابن عدن الشهيد الذي ترك كل شيىء جميل في حياته استجابة لنداء عدن وحمية على عدن حتى لايصيبها مكروة.