قد تقدر أن تحشد قطيع كبير من الأغنام بحزمة من العلف ولكنك لا تستطيع أن تحشد الصقور لأن الصقر بطبيعته يعشق الحرية ويحلق في الفضاء الفسيح وهو حرا طليق ويتمتع بحياته وهو عزيزا كريم وما جرى بالأمس في ميدان السبعين في صنعاء يؤكد ويقطع الشك باليقين أن هذا الشعب المتخلف والممسوخ شعب لا يستحق الحياة وأنه شعب قد عشق الظلام وحياة الذل والقهر وأصبح يرى أن خروجه إلى النور يعني له الموت والفناء فقد رضع حياة العبودية من ثدي أمه وعاش عبدا ذليلا وضيعا خاضعا لشيخ القبيلة وللقائد العسكري وللحاكم المستبد فهو لا يشعر بقيمته كانسان خلقه الله وكرمه وفضله عن سائر المخلوقات وأصبح فاقد الشيء .
شيء مؤلم أن ترى مليون جاهل يخرج يؤيد إنسان دمره دمار شامل في كل شيء دمره علميا وأقتصاديآ وأخلاقيا وأمنيا وصحيا وجعله مسخرة هذا العصر بين الشعوب وجعله مضرب مثل للتندر والمسخرة والازدراء بين الأمم سرق ثروات البلاد وبناء بها القصور الفاخرة في جميع أنحاء العالم وأصبحت بنوك العالم كلها متخمة من المال العام اليمني الذي سرقه هذا الطاغية وترك هولا الذين خرجوا اليوم يأكلوا مع حميرهم بناء القصور في جميع المدن اليمنية له ولأسرته وفرشها بأجود وأغلى ما أنتجته مصانع المفروشات العالمية قصور لاتوجد حتى مع أمراء وملوك دول الجوار بناء مدن سياحية كبرى في دولة الأمارات وفي عدة مدن أوروبية كلفت مليارات الدولارات في الوقت الذي يعيش فيه هذا الشعب المسحور في ذيل وقائمة الجهل والتخلف على مستوى العالم كله لا كهرباء ذات قوة كافية عملها ولا أخرج هذا الشعب من نفق الأمام الذي أدخله فيه بل عمل على تخلف الشعب اليمني بتعمد أكثر من ما عمله أئمة اليمن كلهم بناء المدارس بمساعدة دول الجوار والعالم ليوهم العالم بأنه يبني شعبه علميا.
ولكنه كان يتخذ ويمارس سياسة التجهيل في التعليم بطرق وأساليب قذرة وملتوية ليتخرج له شعب جاهل ومتخلف ليضل يقوده مثلما يقاد الثور بث سموم النعرات والثارات القبلية بين القبائل اليمنية وأذكى شرارة الثارات القبلية حتى في الجنوب الذي دخل الوحدة وهو معافى من هذه الآفة الأخ أنه أعادها إلى الجنوب بحقد دفين وإصرار شديد حتى صابتنا عدوى الثارات في الجنوب مثل الشمال أفسد القيم والأخلاق وروح الانتماء لهذا الوطن جعل من اليمن مرمى لكل نفايات العالم الخطيرة التي كان يسمح للدول بدفنها في التربة اليمنية الطاهرة مقابل المال الحرام وهذه النفايات خطيرة جدا على الأرض والإنسان وتسبب بعد فترة من الزمن الفناء للإنسان والحيوان والزراعة وجرى دفن هذه النفايات في الصحاري الجنوبية بكل حقد وحقارة ونذالة وهذا ما أستفاده الشعب في الجنوب من هذه الوحدة مع هذا الثعبان السام ماذا عمل لكم أيها الشعب المصفق المجنون هذا الرويبضة حتى تخرجوا له عن بكرة أبيكم !
خرجتم أيها القطيع لمن أخرب دياركم وعاث في أرضكم الفساد ودمر الأخلاق والقيم فماذا أبقيتم لأي زعيم سيأتي ليبني اليمن بعد هذا السارق إذا كان أنتم تفتدون من قتلكم ودمركم وجعل منكم مسخرة هذا القرن فماذا أبقيتم لمن يأتي ليبنيكم ويصلح حالكم انه أعتقد سيكون عندكم مخرب أذا كان بناكم وأصلح حالكم وقدم لهذه البلاد ماتستحقه من خير لأنكم شعب يمشي عكس شعوب الأرض هذا الرويبضة الكذاب لو أستخدم كل هذه الأساليب والأكاذيب والحيل والفهلوة والنصب لبناء اليمن لجعل منها اليوم ماليزيا الجزيرة العربية ولكنه أستخدم كل هذه الأساليب لدمار اليمن ودمار الإنسان اليمني في كل شيء ورغم هذا وجد قطعان وخرفان تفتديه بالروح والدم والمصيبة أن هذا الجاهل الذي يفتدي هذا المعتوه لو فحصته لم تجد قطرة دم في وريده من سؤ التغذية والجوع حسبنا الله عليك من شعب جاهل ومتخلف ولا يعرف مصلحته ولايريد الخروج من واقعه المخزي والمزري.
وفي الأخير لا يسعني الأخ أن أردد ما قاله الشاعر اليمني الحر المرحوم عبدالله البردوني رحمه الله في أحدى قصائده شعبا ضرب الحذاء بوجهه فصاح الحذاء بأي ذنبا أضرب ورحم الله الثائر اليمني الحر الثلايا الذي قال كلمته الشهيرة وهو تحت سيف الجلاد المستبد في عهد الإمامة قال قبل أن يضرب السياف عنقه حين لفت للشعب المصفق على إعدامه وقال لعن الله شعبا أردت له الحياة وأراد لي الموت وقد قدم هذا الثائر حياته لإنقاذ هذا الشعب الذي هو عبد الحاكم على مر التاريخ وأطمئنكم أيها الأحرار الثلايا والبردوني أن هذا الشعب لازال كما عهدتموه فرحمة الله عليكم والخزي والعار للجهلة ولله في خلقه شئون !