المنعطفات التاريخية لشعب الجنوب العربي كشفت لنا الكثير من المتسترين بالوطنية الزائفة وأظهرت نواياها الخبيثة في خلخلة النسيج الداخلي في فترة كان الإعلام الغائب الأكبر عن الساحة فوجدت تلك العناصر ضالتها وفرصتها من أجل التكسب والعيش على أهات ومتاعب الأمة وبسببهم أحدثوا شرخا عظيما أودى بِنَا في النهاية إلى أحضان صنعاء القاتلة التي ضربت الجميع بالقاضية. واليوم وبعد كل تلك التضحيات والسنوات السوداء العجاف الملونة بدم الشهداء جاءنا جيل أخر محاولا ( ألابتزاز ) من أجل الترزق وكسب لقمة العيش وذلك من خلال منشوراتهم ومقالاتهم التي يسعون من خلالها لمبدأ ( شوفوني ) والتي يهدفون فيها إلى التشكيك وبث الفرقة والانقسام تارة بين قيادات المقاومة وتارة بالمناطقية وتارة بإظهار الحليف والأخ الإماراتي أنه عدو يتربص بالشعب الدوائر.. نسي هؤلاء المتسلقون الهاربون خلف البحار أننا في زمن وثّق لنا الأحداث بالصوت والصورة وأرشف لنا أدق التفاصيل التي غابت عنهم ، نسيت هذه الشلة المتسلقة أن سياط صنعاء أحدثت جرحا عميقا في الشعب مازالت الإمارات تعالجه لكنها ( السياط ) خلقت له ذاكرة قوية وتصنيف متطور لكل متسلق مبتز ينتهز الفرص على حساب دمه وعرقه . خرجت لنا أقلام مؤخراً تهذي بكلام ماسخ واصفة الإمارات الحليف الاستراتيجي والقوي لشعب الجنوب بأنها احتلال وتارة أنها جاءت لتخلق صراع قبلي وبعضهم وصفها بأنها تهدف إلى تخدير الشعب لإعادته للوحدة وكل تلك الأقلام معروفة الولاء والمزاج والتقلب في كل مراحلها ولذا أصبحت مهمشة لا ينظر إلى ما تكتبه لان الشعب وعى تماما واتضحت الصورة جلية دون أدنى غشاش وهذه الشلة تهدف من خلال هذا الأسلوب الرخيص والتشويه لدور الإمارات إلى إدخال الشك والريبة في نفوس الشعب وهذا الأمر لا يعدو سوى أنه عملية ابتزاز واضحة القصد منه الحصول على مبالغ مالية شهرية للسكوت كما اعتادوا في مرحلة الحراك وبداياته حتى وصوله إلى حرب التحرير فغابت تلك الأقلام في لبنان ولندن تعيش على ما كسبته في مرحلة الحراك الصعبة عندما كسبت منها ملايين الدولارات على حساب شعبها الشهيد والجريح والأسير .
انتهت تلك الأموال التي كسبوها من إيران ومن المملكة ومن هنا وهناك وبدأوا في البحث عن مصادر جديدة لكنهم أخطئوا الاختيار والمستهدف الذي يَرَوْن أنه سهل الدفع والابتزاز معتقدين أنهم من خلال مقال أو منشور فسبكة يستطيعون لي الذراع وتناسوا أن دماء الإمارات في عدن قد عمدت محبة هذه الدولة وأن دعمهم اليومي في كل القطاعات أعطها الحصانة الأبدية ضد المغرضين . أيها المتسلقون كفاكم هذيان وكفاكم حديث عن الوطنية والكرامة التي ترونها قد انتهكت من قبل الإمارات فكرامتنا كانت منتهكة منذ أن خرجت بريطانيا وجاءت روسيا ثم عفاش ولم نعرف الكرامة والعزة والشموخ إلا منذ أن امتدت أيادي أولاد زايد الخير من هذه اللحظات فقط شعرنا أن لنا كيان وقوة وأمن نحن نصنعه ونطبقه ونفعل في أرضنا ما نريد ، أيها الهاربون المتسلقون المبتزون عودوا لتروا الحقيقة وكيف أصبحت الجنوب اليوم ، عودوا لتروا الكبرياء في عيون أهلها بعد أن كنّا مكسورين مُهانين نستجدي العدو بذل وخنوع ، عودوا لتروا الحقيقة التي لا تريدون مشاهدتها لأهداف دنيوية خاصة بكم ، شعبنا اليوم مختلف جذريا ولو أن دولة غير الإمارات هي من تقف معنا هذا الموقف الأخلاقي القومي العربي لكان هذا موقفنا منها فنحن شعب كنّا نغرق وقد بلغت المياه إلى آذاننا حتى جاء طوَّق الإمارات للنجاة وأنقذنا من موت محقق ولن ننسى ما حيينا ، أتركوا الابتزاز فماله قذر وتأثيره يبقى طويلا يفقدكم المصداقية والكرامة مدى الحياة ...