في مدينة (كيرلا) تم اكتشاف واحدة من أكثر الضفادع غرابة على الإطلاق، بل أنها الوحيدة من نوعها في العالم، فهذه الضفدع لديها قدرة على تغيير لونها على خلاف جميع أنواع الضفادع. وأنا أقرأ عن هذه الحالة، لا أدري لماذا تبادر إلى ذهني من ذلك الوقت أسم وصورة الناطق الرسمي السابق لجماعة الحوثي "علي البخيتي"!، بالرغم من الأختلاف الكبير شكلاً بين الضفدع والبخيتي. فالريبورتاج الذي قرأته عن المواطن الهندي "راجي كومار" وبينما هو يسقي نباتات حديقة منزله إذ وجد الضفدع الغريب، قد احتوى التقرير على الكثير من الصور للضفدع ومالكه ولم يكن أياً منهم يشبه (علي البخيتي).
فلماذا تباذر إلى ذهني البخيتي مع الضفدع!؛ عمدت قليلاً مع نفسي إلى التفكير ما الرابط بين البخيتي والضفدع الغريب، فوجدت أنهما الإثنين يجيدان النط (القفز) للأمام والخلف يمين يسار هنا أو هناك، القفز للداخل من خارج وبسرعة من خارج للداخل والقفز في نفس المكان حتى.
تذكرت بعدها تلك القصة التي يتم تداولها والتي تتحدث عن عفاش عندما كان يتأرجح في مشاهدة التلفزيون بين أكثر من قناة، ليتوقف فجأة عند قناة الجزيرة وقعد يتابع المناظرة التي كان يشارك فيها البخيتي بإشنداه تام، قائلاً لمن حوله: (إذا كنت أنا من عيال إبليس، فهذا البخيتي إبليس بعينه)، وجميعكم لابد أنه قد سمع المكالمة المسربة بعدها بين المخلوع والبخيتي والتي أثنى فيها إبن إبليس على الإبليس الرجيم، وعرض عليه تقديم كل خدماته وكل الإمكانات.
تلك المكالمة بين الملاعين جعلتني أرى وجها جديدا للشبه فقد قرأت أيضاً أن بعضاً من الرهبان في "كيرلا" اعتقدو الضفدع (إله) لغرابته بعدما شاهدوه، تماماً كالمخلوع عندما شاهد البخيتي، خصوصاً أن غالبية الضفادع كالبخيتي، تأكل بلسانها الطويل اللزج الممتلئ بأنواع عديدة من البكتيريا، تقضي بها على فرائسها، وحتى لا أكون متجنيا في حق "علي الضفدع" بإمكان أياً كان منكم متابعة مقابلاته أو حسابه في تويتر ليجد كل القاذروات تترعرع على لسانه وفي صفحته.
يقول مالك الضفدع أنه ضل متعجبا لرؤيته يغير ألوانه بخفة بطريقة تجعله الوحيد الذي يمتلك هذه القدرة، وللتوضيح أكثر عن قدرة الضفدع العجيب، ما علينا إلا أن نستحضر تقلبات "البخيتي" لفهم قدرات الضفدع العجيب، فمن طالب علم سلفي في ذمار، إلى طالب علم إثني عشري في قم الإيرانية، ومن إسلامي يميني إلى سياسي يسار إشتراكي، ومن ضابط في الأمن المركزي الدموي، إلى ناشط مجتمع مدني، ومن عدو للكبسة السعودية -حد وصفه- إلى صاحب أكثر الصور في الفيس بوك أمام صحون الكبسة بمختلف أنواعها وفي شتى مناطق المملكة. تلك التقلبات تشبه كثيراً الضفدع المتلون في اعتقادي.
يقول شهود عيان ذهبوا لرؤية الضفدع، أنه أحياناً وبينما هو يتلون يصبح شفافا بلا لون فتظهر أعضائه الداخلية من أمعاء وقلب ورئة، وهذه واحدة من الأمور التي ربما أشعرتني بالتشابة بين "الضفدع" و"علي ضفدع" فالبخيتي لطالما ضهرت بواطن أفعاله لكثرة تنقلاته، أو ما أسميناه (النطنطة حقه)، بين الجبهات والتيارات والأحزاب والجهات والولاءات، وكما يشكو بعض زوار الضفدع من حالة الغثيان لدى رؤية أحشاء الضفدع، لطالما شعرت بهذا الغثيان ذات يوم وأنا أتصفح قائمة مقالات البخيتي في موقع عدن الغد، تلك النقلات لطالما أظهرت قذارة جوف الرجل.
ولا أخفيكم أن الفارق الحقيقي الوحيد الذي وجدته بين الضفدع الفريد من نوعه والبخيتي الفريد من نوعه، أن السيد "راجي كومار" يقول أنه عندما اكتشف الضفدع بالصدفة، وضعها في حوض ماء زجاجي، ليكتشف بعد أيام أنها لا تأكل شيئاً على الإطلاق، وهنا الإختلاف الكبير بينها وبين "علي ضفدع" فهو يأكل التراث أكلا لمى ويحب المال حباً جما. أياً كان مصدر المال والأكل وعلى هذا الأساس يغير قناعاته.
علي البخيتي الذي روج لجماعة الحوثي وإنقلابها أيما ترويج، قرر ذات يوم أنهم أصبحوا لا يعجبونه بعد إن كان ناطق الحركة الرسمي في مؤتمر الحوار الوطني ومابعده، وعدم إعجاب شخص بحركة الحوثي أمر ليس بمستغرب إطلاقاً ، فالغالبية العضمى من الناس لا يعجبهم الحوثي يمنيا وعربياً و إسلامياً، وموقف البخيتي منهم لم يشكل جديداً، الجديد فعلياً، هو أنه استغل موقفه من الجماعة كمصعد يوصله لوسائل إعلام الشرعية والتحالف العربي، ليهاجم من خلاله الحوثي كما يصنع الجميع ويهاجم صاحب الشرعية "الرئيس هادي" كما لم يستطع أحداً قبله ذلك، وهنا تكمن الخطورة.
ألم يقل صالح ذات يوم إنه (إبليس بعينه)، لقد صدق اللعين في وصف الملعون، فما الذي سيخسره الحوثي بوجود صوت جديد يضاف للأصوات التي تهاجمه ليلاً نهاراً على إعلام الشرعية والتحالف ؟ لن يخسر شي؛ لكن كم هي فائدة الحوثي والإنقلاب من مهاجمة الرئيس الشرعي على الإعلام الرسمي والقنوات والصحف التابعة للتحالف العربي، بالتأكيد الخسارة فادحة والأمر جداً جلل فالحوثي أصبح يقود الطابور الخامس للحوثيين خلف خطوط دفاع الشرعية ويؤلب الناس ضدها.
ومن هنا أراني قد فهمت لماذا خيل إلي البخيتي بمجرد قراءتي عن ذلك الضفدع الغريب، وبت أعرف أنني وإياكم سنتذكر البخيتي دائماً عندما ينط على بال أحدنا ذات يوم (ضفدع).