نوفمبر زمن لا يتوقف عند حدث واحد في الجنوب كما لم تتوقف عقارب الزمن على شمعة الاستقلال الأولى فقط في الجنوب .. الحكاية بدايتها في نوفمبر في الأيام الأواخر من شهر نوفمبر عام 1967 م كانت عدن ولحج وأبين وشبوة وحضرموت والمهرة تعيش بركان فجر لهب الحماس الجماهيري الذي كانت يدفع بعقارب الساعة للإمام كانت ايام متسارعة دارت خلال أسبوع مابين التفاوض في جنيف لنيل الاستقلال من بريطانيا وبين اللهب الثوري في كل مكان من أراضي الجنوب العربي فسارت عقارب الساعة بعدد سرعة الفرحة العارمة في قلوب الجنوبيين و في نيران بنادق المقاومين من وادي الذئاب بردفان وفي شوارع كريتر والشيخ عثمان والمعلا وخورمكسر والبريقة كانت عبارة عن أرض حشر مهيب هتافات مدوية حرية حرية حرية ،، قومية قومية كل الشعب قومية . سيول بشرية حفاة منها و منها يرتدي نعال تجوب الشوارع ، وجماهير تركب عربات النقل الكبيرة وجوه سمراء وسواعد فولادبة ترفع أعلام الحرية فرحة تتصاعد وتعانق حدود الشمس الصافية ، أيام من الغليان الشعبي في كل رقعة من أرض الجنوب وكانت أشدها في العاصمة عدن حتى أطلقت مدفعية النصر لتصل صداها إلى عدن في يوم 27 نوفمبر معلنة من قلب أوروبا من مفاوضات جنيف التي جرت بين وفد الجبهة القومية برئاسة وفد قحطان الشعبي والوفد البريطاني برئاسة " شالكتون" حول الاستقلال وهي المفاوضات التي دامت نحو اسبوع وانتهت في 27/نوفمبر /1967م في إنتزاع الاستقلال الناجز دون أن تحتفظ بريطانيا بأي وجود عسكري في عدن . كان ابناء الحنوب تنتظر على أحر من الجمر تواقة لليوم الذي لم تصنعه أشعة شمس الضحى بل صنعه أبطال الكفاح المسلح وشهداء الكفاح المسلح لأبناء الجنوب الذي انطلقت شرارتها الأولى في ثورة 14 أكتوبر من قمم جبال ردفان الشماء وامتد لهبها إلى عدن ، كفاح اداق جنود التاج البريطاني جحيم عاشوه لمدة أربع سنوات حتى تأكد للإدارة البريطانية أن بقائها في عدن أصبح مستحيل فما عاد لهم مكان آمن في أرض الجنوب وماعليهم إلا الرحيل . وثم رحيل المستعمر البريطاني من عدن وفي يوم الثلاثين من شهر نوفمبر 67 م أغلقت آخر صفحة للتواجد البريطاني في عدن برحيل آخر عسكري بريطاني و هو المقدم داي مورغان .. يوم فيه زحف كل أبناء عدن نساء ورجال كبار وصغار و احتشدت في ميناء عدن تراقب وتدفع بحر دقات القلوب مشهد الرحيل كانت العبرات تختنق في الحناجر والدموع تفيض فرحة وهي ترى علم الإمبراطورية البريطانية الذي ظل مرفوع 139 عام ينزل من سماء ميناء عدن ليرتفع علم جمهورية اليمن الجنوبية في ظهيرة يوم 30 نوفمبر عام 1967 م أشعلت اول شمعة نوفمبرية ومند هذا اليوم والجنوب في تواصل مستمر النضال والبناء لم تتوقف عجلة شموع نوفمبر على منجز الاستقلال من بريطانيا فقط فقد كانت دولة الاستقلال تقدم مابين الذكرى والذكرى لعيد الاستقلال منجز من منجزات الشعب الوطنية تضيء شمعة نوفمبرية بافتتاح مصنع أو صرح علمي وتواصلت منجزات الدولة الحديثة التي شيدها أبناء الجنوب رجال ونساء وبنوا صروح دولة الجنوب الحديثة وواصلت تحرير المجتمع من كل مظاهر وعادات الماضي البالية وبنت مجتمع حديث شهد تطور علمي وثقافي وحضاري . تهل علينا اليوم الذكرى 49 لعيد الاستقلال الوطني وبلادنا الجنوب قد تحررت من قدر الوحدة المغدور بها منتفضة من تحت غبار الإقصاء والظلم الذي عاشه الجنوبيين عقدين من الزمن على بد فوى التقليد لنظام دولة المنتصر في حرب صيف 1994 و تواصل السير على طريق منجزات الاستقلال العظيم . فهنيئا لك ياشعب الجنوب الحر الفرحة في عيد الاستقلال النوفمبري التاسع والأربعين وهنيئا لك ياشعب الجنوب الأبي عودة الجنوب حرا مستقلا ..