أحداث عدن المفتعلة في المطار وما رافقها من ارتفاع جنوبي للأسعار مع انعدام المشتقات النفطية وهبوط سعر الريال اليمني مقابل العملات الاجنبية -ايضا- وحتى انقطاع شبكة الكهرباء والمياه عن المواطن. كل تلك الاحداث المتسارعة بوتيرة عالية وبدقة متناهية في التوقيت والزمن لم تكن مصادفة او وليدة اللحظة كما يظن المواطن المغلوب على امره.
ان توقيت ما يحدث من اضطرابات تداخلت فيها اطراف عدة هي بالمقام الاول لا تخدم سوئ اعداء المقاومة الجنوبية والثورة الجنوبية التحررية ولذلك يقف الرئيس هادي امام تحدي كبير طالما وهناك طرف محسوب على شرعية هادي لا يرى في تولي القيادات الجنوبية زمام الامور الا ضربة له وضربات لهذا الحزب الديني الذي ما دمرت البلاد الا من بعد سياساته الفاشلة الاقصائية.
هادي يقف اليوم بين هذه الاطراف القيادات الجنوبية ومقاومتها الباسلة التي حفظت عدن وقاومت الانقلابيين وضحت بخيرة شبابها واحتضنت هادي يوم ان انفص من حوله من كانوا يقفون حجر عثرة أمام سلطته هناك ،ويمارسون عليه الضغوطات لتعيين عناصرهم وتمكنها من مرافق الدولة.
بالإضافة إلى رجال اعمال جنوبيين ضمن هذه الاطراف التي تفتعل هذه الازمات في عدن ايضا حيث تسعى للسيطرة على خدمات المواطن والسيطرة على شركة النفط والمصافي لتبتلع كل شيء متسببه في تعطيل مهام السلطات المحلية التي لولا جهودها واعادة تطبيع الحياة في عدن لما عادت هذه الحكومة.
ما تقوم به تلك الاطراف يتناسق تماما مع مشروع استبعاد هادي من خلال خلق التنافر بينه وبين قوى الحراك الجنوبي المشارك في السلطة وهذا الوتر الذي لطالما عزفت عليه تلك الاطراف مجتمعه والمتمثلة في حزب الاصلاح ومحسن والعيسي .
مثل هكذا وجهة نظر لم تكن تحاملا على هذا الحزب واساليبه والتي يعلم الجميع مدى انتهازية هذا الحزب وطريقة تعامله مع خصومه وتعاطيه مع مجمل القضايا السياسية ..
ان ما تقوم عليه سياسه هذا الحزب ، لم يكن تحصيل حاصل بل ان المرحلة المعد لها هي مرحلة الانقضاض على المقاومة الجنوبية وهادي معا وبالتالي يتمكن محسن والاصلاح من تحقيق ما يرونه تطويع عدن والجنوب وعدوته لحضن صنعاء .
في حديث لرئيس الوزراء الاسبق حيدر العطاس اشار الى ان خطة انطلاق المقاومة كانت كما يرى محسن يجب ان تنطلق من الشمال صنعاء وصعدة ومن ثم نحو الجنوب ..الامر الذي تم معارضته حينها كما يشير حيدر العطاس.
بما معنى ان انطلاق ما يسميه محسن مقاومة من الشمال مخطط واضح لإعادة احتلال الجنوب مرة اخرى تحت مبرر مقاومة وشرعية .
يرى الرئيس هادي ان حرب الاصلاح طرف يجب التحالف معه والحفاظ عليه في التصدي لمشروع الانقلاب وتفعيل دوره وعدم اقصائه في حين لا يعلم هادي ما الذي يضمره هذا الحزب تجاه هادي نفسه وما الذي يخطط له للانتقام من هادي الذي يتهمه صراحه بتسليم عمران للحوثيين والتسبب في مقتل القشيبي القائد العسكري المقرب من محسن.
ومن خلال متابعة وسائل اعلام الاصلاح يلاحظ هذا الامر بصريح العبارة هكذا يدعي هذا الحزب.
في مقابله مع صحيفة الوطن السعودية يتحدث حميد الاحمر عن هادي ودوره السلبي في توغل الحوثيين في عمرانوصنعاء حيث يختتم حديثه للصحيفة ان الوقت الان ليس مجاله، ما يدل على النية التي يبيتها الاصلاح تجاه هادي بعد ان تستتب الامور وتتهيأ له الساحة.
ومع العداء الواضح بين الامارات والاخوان والتقارب كذلك بين الامارات وحلفائها التقليديين من القيادات الجنوبية افتعلت ازمة المطار لتضع هادي امام خيارات أما ان يضحي بمن وقفوا الى جانبه ضد الانقلابيين واعادوا الى المياه لمجاريها في عدن ويرتمي في حضن هذا الثعبان "الاصلاح" كما يحلو لخصومه السياسيين وصفه، ويفقد دعم الاشقاء بالإمارات العربية المتحدة، أو يعالج هذه المسألة بما يتواكب مع ظروف ومتغيرات الساحة الجنوبية السياسية .
وفي ظل تعدد الولاءات وعدم اخضاع القوات العسكرية والامنية والفصائل المليشاوية المسلحة لقيادة واحدة وتلك قنابل موقوته في ظل سلطات شرعية هشة تتقاذفها هذه الولاءات تبقى الامور في عدن على كف عفريت.
لا يمكن في اي حال من الاحوال ان تستقر الحالة الامنية وحتى الاقتصادية مالم تقف دول التحالف وتتوجه نحو دعم حقيقي واضح المعالم لبناء وتأسيس اسس دولة ومرافق امنية وعسكرية موحدة تخضع مباشرة للحكومة والرئيس هادي.. اما دعم سلفيين وهذا يتبع حزام وهذا جماعة ابو حمامه.. وابو تاير..وابو الريش.. ابدا لن تقم لنا قائمة.. وختاما لهادي: اللي يحبك ألمه هذا الخبر.. ولا يلدغ المؤمن من الجحر مرتين..