إنّ الذكريات تبقى محفورة في داخلنا كعالم جميل نتذكره وما أجملها ذكرى الطفولة وألذها وأروعها لك أن تتخيل لحظات الانفصال الإجبارية عن الوالدين متجهين نحو يوم دراسي ويكون الانطلاق إلى الدراسة بكل ثقه . سبعون عاما يبقى لها رونقها الخاص محفورة بالقلب عند من عاصر تلك النهضة التعليمية وبأشخاص كان لها الثقل في وضع اللبنات الاولى للعملية التعليمية والتربوية وهي المهمّة الرئيسية للأمة، ولايشعر بقيمتها إلا العظماء فهم يدركون مدى تأثير ذلك على الاجيال المتعاقبة. هذا الشريط مر بذاكرتي لما وقفت مؤخرا في تلك الندوة في إطار فعاليات المدرسة العريقة(الفقيد الملاحي للتعليم الأساسي) ونحن نستمع ومعنا جمع من شرائح المجتمع لحديث مستفيض عن (نشأة ومكانة مدرسة الغيل الابتدائية) شارك فيه عدد من الأساتذة الأفاضل الذين عاصروا الحقبة التعليمية بالمدرسة بعدة محاور. وثقت لفترة مشرقة من عمر التربية و التعليم بتلك المدرسة العريقة، ذكريات مضت لكنها ما زالت تنبض بالحياة تنير للأجيال الطريق نحو مستقبل أفضل ننشده، سبعون عاما من تاريخ التعليم الابتدائي في غيل ياوزير وحضرموت سوف تظل محفورة داخل أعماقنا، وصور من لحظات الزمن الجميل متميزة رائعة، اشتقنا لها وحنت قلوبنا لذكراها تمنينا لويعود بنا الزمان لكن عقارب الزمن لاتعود إلى الوراء أما الحب لها والتوق إليها لا يمكن أن نخفيه . لا يستطيع أي إنسان أو أي قوة في الوجود أن تمحو الذكريات تماماً فالذكريات بجمالها بروعتها بتألقها هي التي تفرض نفسها على واقعنا اليوم فهي محفورة بقوة في أعماقنا، اشتهرت غيل باوزير بمدارسها بمنهجها في التربية والتعليم وتأهيلها للطالب في الاتجاه الصحيح مما جعلها قبله للوافدين من مختلف مناطق حضرموت ودول الجوار . المنهج السوداني والمدرسون السودانيون كان ماميز ها بقوة في أربعينيات القرن الماضي تلك المدارس النظامية وكانت الانطلاقة إلى آفاق رحبة تأهل بها وتخرج منها العديد من الشخصيات فأصبحوا قادة وفي مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والعلمية والسياسية والتربوية والصحية والبيئية والثقافية والأدبية ، حراك تعليمي يفضي إلى المدرسة الوسطى (الأم) 44ملاديافهي الوجهة المنشودة لمن أراد المستقبل ماجعل اليوم أجمل هو سعي مدرسة الملاحي لإقامة الفعاليات بمناسبة ذكرى مرور سبعين عاما على تأسيس المدرسة الابتدائية (47م)جهود جبارة كانت ثمرتها نجاح هذه الفعاليات والأنشطة التي ساهمت بشكل كبير في تحريك المجتمع المدني نحو هذا المعلم التاريخي التعليمي المتميز برغم ضعف الإمكانات المادية إلا أن الإصرار والعزيمة والهمة العالية أبت إلا النجاح في أعمالهم الإبداعية في المسرح والأنشطة المتنوعة التي ساهمت بالتعريف أكثر بالتاريخ التعليمي المتميز لهذه المدرسة العريقة. شكرا من الأعماق لقيادة المدرسة التي أبدعت وأحسنت لقد أعادت لنا هذه الذكريات الجميلة لفترة متميزة من عمر التعليم وعرفت الأجيال بألقها وروعتها وبمكانتها في مسيرة التربية والتعليم.