أبوبكر سالم بلفقية, الصوت المتميز الذي تردد في مسامعنا لسنوات عديدة بنبرة تجسد رقة الإحساس مع النغم والموسيقى,هذا الفنان الذي أعطي الكثير للفن عصارة جهده وحظى بمكانة خاصة في الخارطة الفنية اليمنية والعربية وبكل جدارة ,فنان وشاعر, ابن تريم حضرموت, مهد العلم والفن. ,الصوت الناعم الذي من خلاله نبحر في أجمل معاني الجمال وعذوبة الكلمات, ابو اصيل المعبر عن اصالة الفن عبر اغانيه التي عبرت عن لحظات الفرح والحزن والشجن والحيرة والغربة والفراق ,انه رمز لامع في سماء ا الأغنية اليمنية,شكل بلفقيه ثنائي مع الشاعر حسين أبوبكر المحضار ( 1930 5 فبراير 2000) مطور الأغنية الحضرمية واحد أبرز وجوهها الفنية والشعرية. ولد أبوبكر بن سالم بن زين بن حسن بلفقيه في 17 مارس 1939 بمدينة تريم التاريخية في حضرموت ,في مقتبل شبابه استقر في مدينة عدن ,عاصمة الفن في عهد ب الخمسينات حيث تعرف بالعديد من الشعراء والفنانين والإعلاميين منهم الشاعر لطفي جعفر أمان والشاعر الإعلامي فضل النقيب وأحمد بن أحمد قاسم ومحمد سعد عبدالله ومحمد مرشد ناجي. من أوائل اغانيه "ياورد ماحلى جمالك"من كلماته والحانه وسجلها في إذاعة عدن عام 1956 في عصرها الذهبي ,في عام 1958 غادر إلى بيروت وكانت اقامته شبه مستقره هناك في حي الروشة وسجلت معظم اعماله الفنية في تلك الحقبة واستطاع من بيروت ان يوسع انتشاره الى جميع انحاء الوطن العربي إلا أنه غادر بيروت في عام 1975بسبب الحرب الأهلية, بيروت مدينة الأضواء ,كانت من أهم العواصم الثقافية والفنية حيث كانت أغلب المجلات والصحف العربية تصدر فيها كما انتشرت فيها استديوهات لتسجيل الأغاني وحملت لقب باريس العرب لريادتها وبعد الحرب تلاشى نور قمرها, بلفقية عاد الى عدن حيث مكث فترة قصيرة ,بعدها استقر به الترحال في مدينة جدة المطلة على البحر الأحمر. أتذكر تلك الزيارة التاريخية لأبوبكر سالم بلفقيه لعدن في 1982حيث احياء حفلة فنية على خشبة المسرح الوطني في التواهي شهدت حضوراً كبيراً من عشاق فنه وكان حدثاً فنياً خاصاً حظي بتغطية أعلاميه واسعة وخاصة وان عدن التي دونت على ساحاتها ومسارحها البدايات الأولى لتألقه في عالم الغناء, عدن منارة الفن والأدب والرياضة والإبداع في شبه الجزيرة العربية. شاهدنا المقابلة التي أجراها معه الإعلامي والمذيع أحمد ناصر الحماطي في تلفزيون عدن وبقت في الذاكرة تلك العبارة التي لفظها بلفقيه عند رده على إحدى الأسئلة (حمطها يا حماطي…) كانت مقابلة رائعة استعرض فيها بلفقيه مسيرة حياته الفنية منذ انتقاله من مسقط رأسه تريم العلم والعلماء إلى مدينة عدن, هذه المدينة التي احتضنته وعاش فيها أجمل لحظات شبابه ولازال يتذكرها باعتبارها جزء من تاريخه الفني الطويل ,عدن كانت بمثابة الحضن الدافيء لكل مبدع أراد ان يدخل عالم الشهرة فان الانطلاقة تبدأ من هذه المدينة التي شهدت انطلاقة إذاعة عدن في17 أغسطس1954 تحت إسم (محطة عدن للإذاعة ) كأول إذاعة تقدم خدمات مستقرة في الجزيرة العربية والخليج وتم ايضا فيها أول بث لتفلزيون عدن في الحادي عشر من سبتمبر عام 1964وهي وسائل اتصال وتواصل وترويج ساهمت في إبراز اعمال وابداعات الادباء والفنانون في تلك الحقبة التاريخية الهامة. بلفقيه ابدع على أداء الكثير من الأغاني منها أغنية إنتِ وين من كلمات الشاعر الكويتي فائق عبدالجليل وألحان وأداء أبوبكر سالم بلفقية في عام 1984وهي تعبر بصدق عن مدى الشوق والحنين بعد سنوات الهجرة والتنقل بين المطارات.
انت وين إنتِ وين ؟ تعبت مني المطارات تعبت مني المسافات أنا بكل المدن مريت وانا من غربتي مليت وعاشق .. عاشق .. عاشق أنثر شوقي في صوتي إذا ناديت