بعض الكتابات والأقوال والإدعائات والشعارات الذي يطلقها مع الأسف شلة مثقفة وقيادية من أبناء الجنوب ويروج لها الأمعات من العوام سواء كان بالصحف أو مواقع التواصل الإجتماعي . تظهر أن المجتمع الجنوبي هش كالزجاج لأبسط نسمة رياح يتكسر . هؤلاء الذين ينشرون الذعر بين أوساط الناس من التكوينات الشمالية قبلية أو حزبية أو طائفية وحتى من بائع الخضار والخباز والسباك وعامل البناء وجرسون المطعم بإنهم جنرالات في الجيش والأمن وخلايا نائمة سرعان ما يطوقوا على الجنوب ويسيطروا عليه . وترى حركات وأصوات هؤلاء الناس تتعالى إذا قتل شهيد في المعركة أو أغتيل في الشارع . أو نفذ الوقود وطفيت الكهرباء أو تأخر الراتب أو غير ذلك مما نمر فيه من ظروف ناتجة عن حالة الحرب الذي لم تزل ساحات البلاد طولا بعرض تشهدها . يقولون ألم نقول ونحذر ونعلن ونصرخ بأن البلاد لم تزل تحت سيادتهم وأن من في المعاشيق ما هم إلا حثالتهم يستلمون الأوامر منهم وينفذون تعليمات عفاش فهم تلاميذه وزبانيته . وأن كل من لم يمشي ويساير أهوائهم وبرامجهم التي تمضي بعشوائية لا أتضح لنا رؤياهم ولا يملكون أصلا رؤيا مستقبلية ولا خطوات عملية مدروسة تقنع من لا يرى فيهم إلا بقايا أطلال الماضي وأفكاره العقيمة . إلى هذه الدرجة ينظرون ويعتقدون أننا لسنا أكفاء على أن نحمي تراب الجنوب ونأمن الشارع الجنوبي وأن نحاربهم في عقر ديارهم ونحقق أنتصارات تعيد لأنفسنا الثقة بأننا على قدرة تامة ليس فقط لحماية حدودنا من الداخل بل نمتلك القدرة على أن تطال أيادينا أوكارهم . أن المجتمع الجنوبي يحتاج من حملة الأقلام والمثقفين وكل من يمتلك حس المسؤولية لرسم خط سير المستقبل بحاجة إلى نشر ثقافة الثقة بالنفس والإحساس بالقوة والسيادة . بعد كل هذه الإنجازات التي حققها شعب الجنوب في فترة يسيرة بأقل الإمكانيات التي توفرت له وأن ينتقل من موقف الدفاع والذل والمسكنة والإرادة المسلوبة إلى موقع الهجوم وحقق النصر والحرية والقوة والسيطرة وأصبح سيد أرضه ومالكها تراب وثروة وكلمة وقرار . لماذا تظهرونا بوضع الضعفاء الخائفين ؟ لماذا تظهرون المجتمع الجنوبي هش مشتت ضعيف عاجز ؟ لمصلحة من تظهرونهم بمظهر القوة والشراسة والذكاء والدهاء والتوحد والتماسك والثراء والشبع ؟ نحن أقوى وأشد صلابة وتماسك . نحن مجتمع متجانس متخالط غير متقوقع كلا في منطقته وقبيلته يحتمي ويعتز . نحن أخوة أكسبتنا السنين العجاف نكران الذات والذوبان فوق أرض الجنوب لم نعد نفاخر بالقبيلة والطائفية والحزبية كمظهر أنتماء ننزوي في عباته نحن مجتمع مترابط أصلا وفصلا ونسبا وصهرا وثقافتنا واحدة وديننا واحد ومذهبنا واحد . نحن شعب حضارة وعلم منتشر في شتى بقاع الأرض يعرفنا القاصي والداني . زدنا لتاريخنا الناصع المشرف الذي سطره أسلافنا تاريخا جديدا أنصع في موقفنا الموحد وهبتنا القوية العاتية حتى أمسى وأصبح العالم يشهد لنا ويتحدث عن وقائعنا الجليلة الذي غيرنا فيها صورة البؤس إلى أمل ونغمة الحزن إلى فرح وعبس الهزيمة إلى شرح النصر . أياكم أن تظلوا في عقلية المحتلين وتعطونهم أكبر من حجمهم وتعملقونهم بعد قزم . أبعثوا الأمل في نفوس الشعب وأمنحوه الثقة بأنه قادر على حماية وطنه وإعادة بناء مؤسساته وإدارة موارده وإصلاح ما أفسده الفاسدين . نحن أقوى من أي زمانا مضى وأشد تماسك . فمن كان عقله مازال يتهوم بأننا محتلين فلا ينشر أوهامه في عقول الناس . ومن كان يعتقد بأن بأننا ضعفاء فلا مسلوبين الارادة فلينطوي لزاوية ضعفه وسلبيته . ومن كان يرى أن خروج ليوث الجنوب لخوض المعارك خارج حدود الجنوب خطاء وتأمر على قوة الجنوب فأنه ليس بخائف على ابناء الجنوب أن يقتلوا شهداء بساحات الشرف بقدر ما هو خايف على قوات الخصم أن تنهزم وتتكسر وتندحر وتذوق مر الهزيمة بل هو حريص على أن يظلوا قوة تهدد أمن الجنوب . من كان يرى أن التحالف خاذل للجنوب ومستعمرين جدد وأنهم حجر عثرة أمام مسيرة شعب الجنوب وتحقيق أهدافه فأنه ناكر جميل لموقفهم وصنيعهم وتصديهم لخطر أكبر وأستعمار بشع حاقد على الجنوب والأقليم فليصمت فأني لا أراه إلا أخطر من العدى على الجنوب حتى وأن تقمص دور الوطني الغيور على الجنوب . من كان يميل هواه إليهم فلا ينظر للأخرين بعين طبعه بأنهم أذيال لعفاش وتحالفه . لا ترهبكم الإشاعات ولا تتناقلوها تجاهلوهم أميتهم كمدا بتجاهلكم لهم ولإعلامهم ومزاعهم وحربهم النفسية . نفوسنا تسموا فوق كل ذلك . نحن لسنا بمجتمع هش نحن تعودنا على تقلبات الزمان وما تقلباته إلى تزيدنا صلابة وخبرة وتحصن ومناعة من أن ننجر وراء من يخاف ظل نفسه . العزة لله والقوة لله . له الحمد الذي عزنا بعد ذل . وقوانا بعد ضعف . وأمنا بعد خوف . ونصرنا فلنعم المولى ولنعم النصير .