تحرير الأرض لا يقود بالضرورة إلى تحرر الشعب ، والانتصار العظيم للمقاومة الجنوبية بفضل تلاقي مصلحة الدفاع عن الامن القومي لدول التحالف مع مصلحة الجنوب في تحرير الارض من المحتل الشمالي بموقعها الاستراتيجي وضرورة الحفاظ عليها بعيدا عن تهديد وهيمنة القوى المجوسية الطامعة في التوسع على الاراضي العربية قد حقق الهدف لفئه من الشعب تعيش على ارض الجنوب ولا تفكر الا بانها تريد كرامتها وتريد حقوقها فقط خوفا من تداعيات الهزيمة الداخلية العميقة التي لحقت بالإنسان في المجتمع الجنوبي وأثرت على تلك الفئة وجعلت منها كائناً ضعيفاً هشاً ترعبه ذكريات زمن الضعف والخضوع الذي فرض عليها في سنوات الذل لتصيبها فوبيا الهزيمة وعودة الماضي الاليم فتتوقع الاسوأ وهي في عز أنتصار مقاومتها الاسطورية الباسلة وفرحتها بتحرير الارض . حقيقة لايمكن تجاهلها في اليمن ان للشمال المهزوم في كل حروبه مع الجنوب في ماضينا القريب والبعيد ثأر تاريخي يستميتون لاجله ويحلمون بيوم انتصارهم وابتلاعهم ثروات وانسان وارض الجنوب ويتحينون الفرصة في كل وقت وزمان ، وقد لمسنا ذلك في واقعنا المعاش منذ بدايات الوحدة المشؤومة وبسط سيطرتهم العسكرية على الارض حين بدأت تظهر احقادهم ونواياهم ورسموا الاهداف لاستكمال مخططهم البشع لاحتلال الانسان الجنوبي في عقلة ونفسة وأرادته وقيمه وثوابته لكي لاتقوم له قائمة، وليجعلوا منه آدمياً خاوياً رغم رقية و تأهيله وحيازته لأرفع الشهادات وأرقاها ليسهل عليهم افساده وتسخيره لخدمة أهدافهم ، وأبتدأ بمن وثق بهم شعب في الجنوب واسهم بوصولهم الى أعلى المناصب واخطرها وصنع منهم قادة وزعماء التزم لهم بالتبعية والوفاء . واليوم أفرز لنا الواقع في الجنوب وطنيين من زوايا بعدد قياداتنا وزعاماتنا المفترضة والمفروضة ، كلاً منهم يرى الجنوب وحق الوطنية له ولمن يتواجد معه في زاويته وله حق الانتماء وتمثيل الوطن ولا يحق للأخر ان يعترضه او يوقفه عند حدود زاويته فأما ان يسمح له ان يقود ويتزعم أو لا قيادة ولا زعامة للجنوب . لهذا ولكي نعيد للمجتمع الجنوبي صحته وننتشله من حافة هاوية الفتنه والمناطقية وعدم السماح لاستجرار احقاد الماضي يحتم على الحكماء العقلاء واصحاب الهم الوطني في الجنوب تبني أرادة شعب في الجنوب و احتواء المخلصين الشرفاء الجديرين بثقته ومنحه تفويضه لهم وحمايتهم من عبث العابثين وفساد المفسدين ، الذين يقتلون روح النصر فينا ويفتكون بالإرادة التي اكتسبت مزيد من قوتها بتحرير الارض ويحطمون المعنوية العامة لأفراد المجتمع . وهي دعوه منا لهم بتبني مشروع إعادة ترميم وبناء الإنسان وإعادة الثقة وتحرير الارادة والنفس وتحرير العقول لأزالة بذور كل أنواع الاحتلال المعنوي البشع الذي تمكن المحتل من نثرة على رقعة واسعة في الارادة الجمعية لفئات الجنوب المختلفة ويعمل البعض منا عن دراية او عن جهل تغذيتها لتجد لها مكان في حاضرنا ويحقق للمحتل هدفة وحصاد ثمارها المشيطنة في اجيالنا فيضمن أستدامة تواجده واحتلاله الارض والانسان . علينا ان نمنح ثقتنا لحكمائنا لمساعدتنا في التخلص من آثار الهزيمة الداخلية التي خلفتها سنين الذل والاستبداد في اعماق ذواتنا وأن نفتش عن السبب اولا في أنفسنا، وبين صفوفنا الداخلية لنتمكن من ايجاد الحلول والتعامل بإيجابية تحيد أثر الفساد والانحطاط الخلقي على فئه منا ونستعيد قوة أرادتنا الشعبية ونتخطى الهزيمة النفسية التي اجتاحت أغلبية أختارت الاكتفاء والقبول بأنصاف الحلول خوفا على ما حصلت عليه من مكسب بتحرير الارض ، ولتكن أنطلاقتنا صادقة محصنه بما عاهدنا به شهدائنا الابرار نحو تحقيق الحرية والاستقلال التام والناجز لدولة جنوبية ثقافتها انسانية عنوانها العلم فالمعرفة والتقنية والفعل وصولا الى التغيير والتحديث والتطور للارتقاء بالدولة وبناءها لتنمو ونستعيد بها الدور الريادي لحضارة الانسان الجنوبي .