ترشيح هادي رئيسا توافقيا في صنعاء مثل صدمه وخرج على إثر ذلك للشارع الجنوبيين ، و أفرغوا جام غضبهم على صناديق الاقتراع المفتوحة لبطاقة ترشيح واحدة لا غير ومكتوب عليها ( هادي ) ، كان اليمنيين يرون في هادي نكاية مثلى للجنوبيين وثورتهم ، وفعلا حقق اليمنيين مبتغاهم ، لقد خرجوا طوابير من النساء والشيوخ والأطفال والشباب ممسكين بورقة ( مالنا إلا هادي ) دون أدنى علم بخفيا الأقدار ، هادي فرقهم شيعا ويقتلون اليوم بعضهم بعضا ، وفي تعليق ظريف قال أحد مؤيدي صالح حول مسيرة البطون الخاوية لأبناء تعز إلى عدن مشيا على الأقدام الآتي : (من ثورة الصدور العارية اليوم بطون خاوية وغدا أقدام حافية وبعد ذلك أجساد عارية والله أعلم كيف الخاتمة ) . ليس مستغرب أن تفض الشراكة الطارئة بفعل طارئ الحرب بين الحراك والشرعية ، المستغرب هو تصوير الحراك انه أداة من أدوات الشرعية ويجب أن يقتفي أثره عبر خطواتها ، الشرعية مازالت تتخطفها الرياح في الجنوب واليمن كونها مشروع ( فرض القوة ) على واقع يرفض ذلك ، وحتى تصل الشرعية يجب عليها استيعاب أنها بحاجه لكثير من المراجعات أو أن الواقع كفيل بفرض خيارات لن تتحملها وستستكين خانعة لذلك ، المقاومة الجنوبية ألجامعه قاتلت دون أن تستأذن جهة بعينها ولم تقاتل من أجل تمرير صفقه سياسيه أنانية محدودة المكاسب ، عندما ذرفت عيون رياض ياسين وهو وزير للخارجية كان يصرخ عبر وسائل الإعلام يجب الإسراع بإنزال الجيش العربي إلى عدن .. يجب إنقاذ عدن وأهلها .. يجب إنقاذ الجنوبيين من بطش صالح والحوثيين .. ، لم يسمع لصراخه أحد ، كل الجمع في استدارة ، نعم أداروا ظهورهم عن عدن ، أسطورية المقاومة في الجنوب منبعها لن يتوقف ، وتستمد ديمومة عطاءها من إصرار الجنوبيين على استعادة دولتهم ، مماحكات وخبث الإعلام اليمني ودسائسه وإساءته تهدف إلى تشويه وتشويش الهدف الرئيسي الذي من أجله أتى التحالف العربي وهو نفس المطبخ الذي يشوه ويشوش الهدف السامي للقضية الجنوبية ، وعلى غرار لؤم المتحاورين في حوار صنعاء تجلت اليوم مأساة ، إنهم يتجرعون مرارة هذا اللؤم لا الجنوب اليوم يقبلهم ولا اليمن يتسع لهم . الصراع على عدن أصبح الهم الأكبر عن صنعاء ، وعدن ليست صنعاء ، وعندما يسهل دخول صنعاء ويمتنع عنها ، و يرفض التمدد إلى عدن يكون هنا مربط الفرس ، لقد اشتكوا الزبيدي إلى الأممالمتحدة اشتكوه في احد غرفها في الأممالمتحدة ، الرجل أصبح مأسآه كبيره لليمنيين ، الاستماتة في ضرب رأسه وتهشيم جسده يعد أعظم أمآنيهم ، القضية تكمن في أن الرجل يعمل لقضيته ببناء وبدهاء وجاء من عمق الرفض ملفوح بتراب النصر ورمي إلى سطح عاصف من الفوضى العارمة فطوعوها واستكانت وأمن الناس ، أصبح هادي بطل عندما تصدى لأحلام الزبيدي ، في الأصل إرباك المستقر مرفوض ، وفرض التوتر مرفوض ، وبقاء مصدر الإزعاج مرفوض ، كل هذه متواليات سياسية دقيقه على الواقع ، و تضرب بإيقاعات متداخلة منسجمة بلا ادني بروز لأي نشاز ، هادي تم استدراجه ليس من أصحابه ولكن ممن يدعمونه وإن قهقوا كل من حوله فرحين . في كل الأحوال لن تحفر أنفاق جديدة في عدن وسيصعب توزيع الأسلحة ورجال الموت عليها مجددا وبدقه جهنمية ، سيصعب توزيعهم ونشرهم على بناياتها العالية أو في مرتفعاتها ، ولن تضرب الكهرباء ، أو يمنع عن الناس الماء ، أو الغذاء ، أو الدواء ، أو الخضار ، بل لن تتحرك معسكرات ستهيء للانقضاض المميت مجددا على عدن ، لقد دفنت كل هذه الأدوات بلا رجعة ، وكل وسائل الموت استبدلت بقوة دفاعية كشبكة عالية الإحكام . بيان عدن التاريخي امتداد مدروس لمرحلة قادمة ستفرض بدهاء ، وهذا الدهاء اكبر من دهاء ممانعة استقرار الجنوب حتى يسقط ثانية للعبث به والمنطقة ، انه الجميل القادم لعطاء الجنوبيين غير المتوقف في دعم التحالف العربي ضد الأشرار ، ليس الآخر أغبياء يا هؤلاء إن هادي تم استدراجه وبيان عدن التاريخي فصل بدقه وسيدعم ليرى النور .