البيان كان موفق الى حد كبير حيث فوات الفرصة على المتربصين بإحداث شرخ عميق بين الشرعية والتحالف من جانب والحراك والمقاومة من جانب آخر .وباعلان عيدروس الزبيدي بالوقوف مع الشرعية ومع الرئيس هادي كانت صدمه غير متوقعه لمن كان يتمنى الصدام المباشر بينهم .وهذا في حد ذاته انتصار سياسي وانفتاح افقي جديد. لم يحدث الشرخ المتوقع ولم يحدث التنصل من هادي وشرعيته وكانت هذا القشة التي قسمة ظهر البعير بالنسبة للمتربصين .خطاب القايد عيدروس كان خطاب سياسي متزن ومدروس راعى فيه التحالف والشرعية معا وحافظ على ذلك التحالف بينهما وعززه بالوقوق الى جانبهما، ليس كغيره من الخطابات المفرقة من محتواها .هذا الخطاب حمل في طياته رسائل مختصره اهمها تمثيل كيان سياسي يمثل الجنوب وتطلعاته برئاسة القايد عيدروس وكذلك تأييد هادي وشرعيته والوقوف الى جانبه ودعوه للمجتمع الدولي لإعادة النظر في قضية الجنوب والوقوف مع ارادة شعبه. وخطاب بن بريك وضع النقاط على الحروف وبين اننا جميعا مع شعبنا وان الشرعية لشعب الجنوب .واننا ضد الارهاب بمختلف صوره واشكاله وما سماه التحالف ارهاب فهو عندنا ارهاب ونحن جميعا ضده ونحن يدا واحده مع التحالف .وهذا شيء جميل ورائع ان يرتقى الخطاب السياسي بقادتنا الى حد هذا المستوى وينفك من الجمود والانغلاق على نمط خطابي معين تتكر فيه نفس المعاني ونفس الخطاب دون اي تغيير. انقضت المليونية وما جاء فيها وطوية صفحتها، والشعب الان ينتظر مابعد اتفاق عدن التاريخي وما يترتب عنه من تدابير صحيحه تستفيد من اخطاء الماضي وتعزز دور الحاضر بواقع سياسي منفتح يرتقى الى ذلك الاتفاق التاريخي ويمخض عنه ولادة كيان سياسي جنوبي يمثل جميع الجنوبيين من المهرة الى باب المندب بمختلف اطيافهم السياسية دون اقصاء او تهميش. من وجهة نظري ارى ان يقوم القايد عيدروس باختيار مجلس استشاري مصغر قبل تشكيل الكيان السياسي. وهذا المجلس الاستشاري من النخب السياسية والمثقفين واهل الاختصاص بالشؤون السياسية حتى يقوم هذا المجلس بمهامه واختيار الاشخاص الذين يمثلون الكيان السياسي ممن يتوفر بهم الاخلاص لوطنهم وقضيتهم وان يكون لديهم انفتاح وحنكه سياسيه ويا حبذا لو تكون وجوه شابه جديده غير تلك الاصنام المحنطة والتي ظلت على ماهي عليه ولم تراوح مكانها ولم تتقدم بقضية الجنوب الى الامام بل ظلت على ركودها حتى سأمها الشعب وهرم منها. نتمنى للقايد عيدروس وبن بريك التوفيق في مهامهما في تشكيل اللحمة السياسية الجنوبية التي طال انتظارها بأسرع وقت ممكن حتى يكون لهذا الشعب نافذه سياسيه من خلالها نستطيع مخاطبة الداخل والخارج بعدالة قضيتنا وحقنا كبقية شعوب العالم في تقرير المصير واستعادة دولتنا الجنوبية.