كثيرا ما انتقدنا بجلاء واضح ككتاب ومثقفين إدارة حزب الاصلاح للحرب في اليمن سياسيا وعسكريا.. وكثيرا ما مارسنا نوعا من العداء الاعلامي (المضاد) ضد الاصلاحيين بلا استثناء الى وقت قريب وقريب جدا من تطورات المشهد مؤخرا وابرزها ما جرى في صنعاء بين حلفاء الانقلاب ومعركه فض الشراكة التي افضت الى قتل الحوثيين لحليفهم صالح واقصاء الشريك حزب المؤتمر الذي كان في يوما ما حليفا قويا لحزب الاصلاح.. ولا يستطيع ان ينكر احد ان حزب الاصلاح الذي خرج من صنعاء مطاردا هاهو اليوم في أوج قوته وحضوره من جديد بعد ثلاث سنوات من العمل الحزبي المنضم في ظروف بالغه الصعوبة استطاع فيها ان يمسك بزمام مبادرة إدارة "الصراع" وإدارة الخلاف بحنكه قياديه وزعت ادوارها على كل العواصم التي تحارب من اجل استحقاق هزيمه الانقلاب الموالي لإيران وإعادة الشرعية!
ويبدو ان ثلاث سنوات من الكر والفر الذي اعتمد على تكتيك معارك (التباب)!يؤتي أكله اخيرا! ويتضح اكثر من اي وقت فائت ان الحزب استطاع ان يوجد حاله من الحاجه الدائمة لسياسته عند كل الأطراف الموالية له في الحرب ضد الحوثيين العدو اللدود لحزب الاصلاح.. والان وبعيد ان تحلى الطرف (المناهض) للإخوان في التحالف العربي بنوع من المرونة السياسية والناجمة على ما يبدو لمتطلبات المرحلة بعد نهاية ما كان متوقعا من (المخلوع) وحزبه الذي غدى مطاردا جاء التقارب الذي اماط اللثام ولسان حال من طار جوا من ابوظبي للرياض مكرها اخاك لابطل! وقد اعلن (الأريب) ان حزب الإصلاح فض الشراكة بتنظيم الإخوان الارهابي تغليبا للمصلحة الوطنية ولأواصر الانتماء وقوميه العروبة!
غير ان هذا كله لا يمنع البته الاعتراف ان حزب الاصلاح اثبت انه (ندا) حقيقيا وقويا ورقما سياسيا صعبا لا يمكن تجاوزه ايا كانت فحوى التفاهمات والترتيبات التي يكتنفها التحفظ والتكتيم! وفي تقديري انه اتفاق مرحلي تقتضيه الضرورة لحسم الحرب وارجح ان يكون حسما عسكريا وعمليه عسكريه نوعيه يقودها الاصلاحيون بمفردهم نحو صنعاء اخيرا! ولا استبعد ان تكون هناك (ضمانات) حقيقيه! قدمت مقدما للحزب عن مستقبله السياسي الذي لن يتنازل قطعا عن رؤيته السياسية للحل! وامام هكذا انتصار سياسي لحزب الاصلاح لا يسعني انصافا الا ان اقول تعظيم سلام لحزب الاصلاح وقياداته واعضاءه وانصاره هنيئا انتم بحق سياسيون بارعون تعرفون بجداره من اين تؤكل الكتف..!