حين نرى الخطر يحيط بالوطن وقضيته الوطنية فعلينا ألا نسكت وأن نصرخ في وجه كل من يسعى اليوم لاختطاف الجنوب وقضيته على حين غفلة ، اؤلئك الذين أصبحوا اليوم بين عشية وضحاها هم ناطق الجنوب ولسان حال قضيته يتشدقون بها زورا وبهتانا ليلا ونهارا وهم لها عدو وبين جنبات قلوبهم تربض الخديعة والمكر للجنوب ولقضيته العادلة وهؤلاء صنفان: الصنف الأول من هؤلاء للأسف جنوبيون بالأصل والنسب ولكنهم لا يؤمنون مطلقا بقضية الجنوب إلّا تزلفا ومصلحة ، والصنف الآخر جنوبيون بالميلاد أو البطاقة فقط وهم في الأصل وافدون شماليون استوطنوا أرض الجنوب في فترة الاحتلال البريطاني وما تلاه أو ما يمكن أن نطلق عليهم تسمية الحوشيين نسبة إلىحوشي وهؤلاء وحدويون حتى الثمالة ولن يفرطوا في الوحدة أبدا ، لأن فشل الوحدة خطر عليهم إذ سيجعلهم ذلك تحت رحمة الجنوبيين بعد أن فُضِح أمرهم وأصبحوا مكشوفين أمامهم . ولعل كلامي هذا قد لا يعجب بعض الناس من المزايدين والمسترزقين على حساب القضية والوطن ولكن الحقيقة يجب أن تقال ولن أخشى قولها دفاعا عن قضية شعبنا الجنوبي لأنها قضية عادلة ، قضية شعب حر عظيم يستحق أن ينتصر وأن نقف معه ولا نسمح لهؤلاء المتلونين الخبثاء بتكرار كوارث وأخطاء فترة 1967م - 1990م مستغلين طيبة وبراءة شعبنا والتي بلغت حد السذاجة ، فشعبنا الجنوبي ظُلِم وعانى الويلات كثيرا من هؤلاء عبر مراحل طويلة من تاريخه السياسي آخرها من عصابات صنعاء بعد الوحدة وقبل ذلك من هؤلاء الذين آواهم شعبنا في السابق واحتضنهم بعد أن جاءوا مشردين وملاحقين ومطرودين من نظام الأمام الزيدي في الشمال ، فكانت عدن مأوى وملاذا آمنا لهم بل وتم منحهم حق المواطنة الكاملة وزيادة بأن تم السماح لهم بتولى المناصب القيادية العليا سياسيا وعسكريا حتى وصلوا قمة الهرم في الدولة على اعتبار أنهم جنوبيون بالجنسية المكتسبة "بالبطاقة أو الميلاد" ولكنهم للأسف لم يكونوا جنوبيين طرفة عين ، فظل ولاء هؤلاء لوطنهم الشمال الذي نفاهم بالأمس ولم يقبلهم وكانوا حتى وهم فيه مجرد رعية واتباع لا مواطنين ، هؤلاء تمكنوا من خداع شعبنا الجنوبي مدة طويلة منذ وطئت أقدامهم أرض الجنوب الطاهرة ولم ينفضح أمرهم وولاؤهم الخفي للشمال إلا بعد الوحدة ولعل هذه هي الحسنة الوحيدة في تلك الوحدة المشؤومة التي باع فيها هؤلاء الدخلاء الجنوب وقدموه للشمال بثمن بخس ولم يثمر فيهم كل ما قدمه لهم الجنوبيون بل نسوا وتناسوا صنيع ومعروف شعبنا الجنوبي معهم فقابلوا الإحسان بالإساءة والجحود والنكران ، فبدأوا بالتآمر على الجنوب منذ البدايات الأولى حتى رموا بدولة الجنوب في أحضان عصابات صنعاء ولا زالوا إلى اليوم يمارسون نفس الدور متوزعين بين كل الأحزاب اليمنية المعادية لقضية الجنوب بل ومخترقين لكل المكونات والتنظيمات السياسية والمدنية الجنوبية ومنها المجلس الانتقالي الجنوبي والذي تمكن هؤلاء الدخلاء من التوغل فيه واختراقه وتسييره وفق رؤاهم ومخططاتهم مكررين نفس مخططات ومواقف أسلافهم مع الجبهة القومية وجبهة التحرير بأساليب الخسة والوقيعة للتفرقة بين الجنوبيين بهدف التسلق والوصول . فهل ينجح هؤلاء وأحفاد حوشي بإعادة الجنوب مرة أخرى إلى باب اليمن من بوابة المجلس الانتقالي هذه المرة كما فعلوها سابقا مع أحمق نفق جولدمور في عام 1990م ؟. اللهم لا تحقق لهم هذا .