لو كان للجنوبيين حزب منظم كحزب الاصلاح او كان لهم حزب متماسك كحزب المؤتمر او كان لهم جناح عسكري قوي ك(مليشيات) الحوثيين ماكان ل(طارق) صالح ان يحلم في الوصول لشبوه والمكوث بعدن! وما كانت لتستطيع اي قوه دوليه او (عربيه) ان تفرض على الجنوبيين مالا يريدون بعد ان انتصروا عسكريا ويوشكوا ان يفشلوا سياسيا! وبدون مؤثرات صوتيه مؤثره وعصموات شعريه جامحه ثمة سؤال بالغ الأهمية هل يستطيع الجنوبيين ان يتحدوا ويتوحدوا? بصدد مايدور في الجنوب من تحولات تكاد تعصف بما تبقى من الخيارات المتاحة لديهم وهم على مرمى حجر الوقوع في شراك الفشل النهائي والذي قد يحيلهم الى (متمردين)على الشرعية وقوات التحالف العربي في ليله وضحاها متى ما قالوا (لا) في لحظه فارغه ومصيريه قبل فوات الاوان! وفي الجنوب خاصيه ثوريه تمتاز بالعاطفة الجياشة القوية فور أي انتكاسه تلوح في الأفق الجنوبي الملبد بالغيوم مند ابتلي بطالبي(الزعامة) قارعي الطبل والمرفع الذي لا يكف عن القرع المدوي مع كل ثوره جنوبيه ارعدت وازبدت غير انها لم تجني قمحا ولا شعيرآ! ويبدو ان زخات مطر هذا الغيث الذي يمتاز ببراعة الكلمة وتأثير الصوت والمؤثرات الصوتية المؤثرة افتتح ثوره جنوبيه جديده ودق أجراس الغضب والخطر! وتزامنت صيحه الثورة الجديدة ضد المحتلين (الجدد) مع صحوه سياسيه دعت الى (لقاء عاجل) لقيادات المقاومة الجنوبية الماكثة منذ عامين في بيوتها التي تكسوها دماء من قتلوا وعار من يقتلوا وسيقتلوا اذا لم ينتصر اللقاء العاجل لبعض ما حلموا به يوم كانوا في الخنادق وغيرهم من (اشباه الرجال ومدعيي البطولة) في الفنادق!
غير انه من الصعب ان نتخيل ولو مؤقتا ان نخرج للساحات نطالب كجنوبيين بخروج المستعمر الجديد! وكذلك من المستحيل ان نتصور اننا ربما نشهر السلاح بوجه الغزاة الاعداء الذين كانوا الى الامس القريب حلفاء اصدقاء! وقد تبدو الصورة اكثر عتمه لو تخيلنا لوهله خاطفه ان الجميع صمت صمتا جمعيا وساق نفسه بملء ارادته لما يريده الآخرون على الضفة الاخرى (المعادية) للجنوب الذي يخسر الى الان ومازال يخسر بدون مقابل!
بيد ان الواقع السياسي في الجنوب يهرول قسرا نحو الشمال الذي يجيد بحنكه سياسيه إدارة الخلاف وإدارة المعركة باقل الخسائر الممكنة اذا ما شطبنا خسائر المتمردين الحوثيين المدفوعة الأجر مقدما لقاء استمرار الحرب! ويبدو اننا كجنوبيين لا نجيد اكثر من الصراخ والغناء الذي يملئ الافاق في محيط يعج بالفشل والحماقة التي يجرنا لها البعض من مدمني الشعارات والبنكنوت الأخضر..!