عَرفته عَلَمَاً من أعلام عدن؛ ليس فقط من خلال قراءتي مؤلفه العظيم "تاريخ أندية عدن الرياضية .. الطبعة الأولى مايو 2014"؛ الذي نال من الأوصاف الرائعة مالا أستطيع أن آتي بأفضل منها. فقد وصفه أستاذنا الجليل عبده حسين أحمد، بالكتاب "المُمْتع والمفيد للغاية"!! قف قليلاً عزيزي القارئ أمام هذه الكلمة الوصفية الدقيقة: "للغاية". فهي كلمة قوية ودالة وتعني تلك الدرجة القصوى من الاكتمال الذي بلغه ذلك الشيء الموصوف وهو كتابه الموسوم ب "تاريخ أندية عدن". وعرفته علماً من أعلام عدن ليس فقط؛ من خلال قراءاتي لسلسلة مقالاته الهادفة التي يُكتُبها في الصحافة المحلية، في مواضيع ساخنة وبأسلوب سهل؛ لا يخاطب فيه عقول كبار الصحافيين والأُدباء اليمنيين فحسب، بل وعقول القراء الاعتياديين متوسطي الثقافة والمعرفة. وهنا يكمن سحر الكلمة عند أحمد مُحسن أحمد - فهو يجمع "بين الشتيتين". ولكن، مهلاً عزيزي القارئ! فأنا لا أحْصُر وصف "الشتيتين" بالفريقين من العقول التي تقرأ ما يكتبه أحمد مُحسن، وإنما أقصد بها حالة أخرى أكثر دلالة!. فهناك مَزية أخرى يتمتع بها أحمد مُحسن علاوة على التأليف وكتابة المقالات ، وهي مَزية مضيئة في حياة صاحبنا؛ وربما تَطغى هذه المزية على جانب تأليف الكُتب وكتابة المقالات .. إنها الرياضة!!. لقد جمع بين الكلمة والكرة .. وبين الأدب والرياضة .. يالهما من "شتيتين"!!! أحمد مُحسن، هو أحد أبطال ونجوم كُرة القدم اللامعين في عدن؛ كان ضمن النُّخْبَة من مُحترفي كُرة القدم في الستينيات من القرن المُنصرم الذي يُشار إليهم بالبنان، وقد ذكرهم في مؤلفه العظيم "أندية عدن" بالاسم والصورة ، ابتداءً بالحكام الدوليين، وبالمُدربين، وبالرُّعاة لهذه اللعبة الساحرة، وانتهاءً بقائمة طويلة من أشهر اللاعبين في ملاعب مُدن عدن .. التواهي والمعلا وكريتر والشيخ عُثمان والبُريقة ..إلخ (لا يتَّسع حيِّز المقال لذكرهم). ويُعيد المؤلف أحمد مُحسن تاريخ أندية عدن إلى العام 1905م وهو العام الذي تأسس فيه أول نادي كرة قدم (نادي الاتحاد المُحمدي "MCC"). وعبارة تأسيس أول نادي لكرة القدم لا تعني أن جماهير عدن لم تكن تعرف كرة القدم قبلئذٍ، ولكنها تعني أن كرة القدم قد أصبحت لُعبة منظمة مؤطرة في نادي تأسَّس بصورة أصولية، ويحمل اسماً اشتهر به منذ العام المذكور أعلاه. أما كرة القدم كلعبة، فقد عرفها ومارسها أهالي عدن قبل ذلك بعقود. وهذه المعلومة لم تُفت ذهن أحمد محسن صاحب النظرة اللاقطة، وأشار إليها في الفصل الأول من مؤلفه الرائع ذاكراً بأن "ملعب المُعلا" قد تم بناءه في عام 1892م (ص 23) ، "قبل بناء ملعب برشلونة (1954) ونادي ريال مدريد (1944)"، ثم استرسل كاتباً عن المؤسسين الأوائل لعدد من الأندية مثل أحمد يوسف النهاري – حفظه الله. واستوقفني من أسماء هذه النوادي نادي "هريكن HURRICANE" الذي ترأسه المغفور له بإذن الله "حسن عبد الحق" المعروف ب "حسن كنترول" والد المحروسة زوجتي، وجد أولادي حفظهم الله!!. ولا يفوتني أن أذكر الدور الخيري الذي يؤديه حالياً أحمد مُحسن في جمعية عدن الخيرية الاجتماعية "أميناً عاماً" لها؛ وهي الجمعية التي جمعتنا معاً عند انتخابي رئيساً لها في عام 1999م وتَسلّمْتُها من يد المغفور له بإذن الله "غازي علوان". وقد ظل أحمد مُحسن نشطاً فيها، بينما تأخرتُ أنا عنها بسبب وظيفتي المنحوسة في صنعاء، أميناً عاماً لهيئة مكافحة الفساد ، التي لا تكافح بل تكافئ الفساد. وأختتم مقالي هذا بقول الشاعر قيس ابن المُلوَّح : وقد يجمع الله الشتيتين بعدما .. يظُنَّان كل الظّن أنْ لا تلاقيا