من الموءسف ان من اخوتنا وأبناءنا من يكتبون تشويها للحقائق التاريخية للوحدة اليمنية وللحقيقة و التاريخ ان الوحدة اليمنية لم تفرض على الجنوب و قيادته اطلاقا ، ولكننا ذهبنا اليها بتفاؤل غيرمحدود كونها هدف من الأهداف السامية لثورة ال 14/ اكتوبر 1964م وكانت نوايا القيادات الجنوبية كما هي نواياالشعب اليمني في الجنوب والشمال صادقة تجاه هذا العمل الوطني العظيم. . نعم كانت هناك اخطاء جسيمة رافقت السير نحو تحقيق هذا الهدفالعضيم، ابرزها ايجاد وحدة داخلية جنوبية - جنوبية تضمدجروح الماضي ومآسيه وخلق تكافؤ معيشي لابناء الجنوب يجعلهم قادرين على مواجهة الاعباء الحياتية القادمة التي لا يكفي مواجهتها بالراتب الشهري كما كان الحال في الجنوب قبل الوحدة في ظل وضع اقتصادي مالي واداري مغاير. وكانت هناك جملة من الاخطاء ايضا رافقت دولة الوحدة ابرزها عدم مصداقيةالنوايامن قبل قوى عديدة في الشمال للتخلص من الشريك الجنوبي و تصفية كوادره ناهيك عن الاستقطاب الحاد و المناكفات السياسية التي افضت الى حرب العام 1994 على الجنوب. ذلك باختصار شديد اذا اردنا المراجعة التاريخية لما حدث. ولكننا الان نواجه وضع خطير واختلافات خطيرةجدا في المناطق المحررة بعد الحرب الاخيرة ، حيث اصبحت عدن وعدد من محافظات الجنوب في حكم المحررة؟! لكن لم نستطع ان نحقق ما كان يتمناه المواطنون من امن واستقرار و رفاهية ، بل ان ما كان قد تحقق تلاشى تماما و اصبح المواطن يندب حظه العاثر ويأسف على دماء الشهداء الذين سقطوا في سبيل حياة افضل لعدن والجنوب عموما . فعدن ترزح تحت قبضة المليشيات المسلحة والقتل والجرائم الجسيمة تكاد لا تنقطع ، ونهب الاراضي والاستحواذ عليها بقوة السلاح تتم نهارا جهارا في كل ارجاء المدينة المستباحة وهو ما لم تشهده المدينة في اي عهد من عهودها قبل الوحدة او، بعدها ناهيكم عن زمن الاستعمار البريطاني . ان ما اصابنا و يصيبنا ليس بسبب الوحدة وانما بسبب ما نمارسه نحن باانفسناضد أنفسنا ، واذا كان شعبنا قد عانى الامرين من هذه الحرب و تبعاتها فإنه لا سبيل بالخروج من هذا المأزق الا بالحوار وليس بالعمل العسكري أوالتهديدوالوعيد الذي سيضيف الاما وماسى اخرى نحن في غنى عنها. لقد فشلت جنييف الاخيرة بسبب تعنت الحوثيين وعدم استجابتهم لحضورالموتمر(جنيف الثالث) وكأنهم لا يشعرون بمعاناة شعبنا من استمرار هذه الحرب ، بينما اثبتت الشرعية والاحزاب الاخرى : الموءتمر الشعبي والتجمع اليمني للإصلاح والحزب الاشتراكي والناصريين انهم مع الحوار لايقاف هذه الحرب التي طحنتنا كشعب ووطن ودولة وللاسف نرى من انصارالله وبعض التحالفات الاقليمية و الدولية من لا يضع اعتبارا لمعاناة اليمنيين على الرغم انهم من الموءيدين للمرجعيات الثالث المتمثّلة في مخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية،وقرارات الاممالمتحدة 2216، باستثناءانصار الله الذين لم يسجلون موقف ثابت تجاه المرجعيتين الاولاء وهو ما سيسجله التاريخ انه عملية تعذيب لشعب ابي و مسالم لا يستحق كل هذه المعاناة المفروضة عليه والتي اثبت انها لن تثنيه ابدا وسيخرج منها منتصرا بارادة الله .