فخامة الرئيس.. في البداية لابد من القول أننا نتعاطف معكم وقد وضعكم القدر في موقع في ظروف بالغة السوء لم يمر بها اليمن من قبل تقريبا. وابرز أسباب وصولكم إلى كرسي الرئاسة أنكم من الجنوب لأن قضية الجنوب تمثل بالنسبة للأخوة الشماليين الهم الأبرز ويريدون عبركم الوصول إلى حلول تكرس سيطرتهم على الجنوب لكن بصوره شرعية هذه المرة من خلال مؤتمر الحوار الوطني الذي يريدون من الجنوبيين المشاركة فيه كطرف من عدة أطراف وكأن الجنوب ضاحية أرحب أو مرتفعات صعده أو وادي الجعاشن في افتئات عظيم على الجغرافيا والتاريخ والسياسة. فخامة الرئيس.. لابد أن تدرك أن الجنوبيين يكافحون منذ سنوات ما بعد الحرب وحتى اليوم ليس من أجل إصلاح قانوني أو تطوير للنظام السياسي أو من أجل العدالة والمواطنة المتساوية برغم أهمية تلك الأهداف، لكنهم يكافحون من أجل السيادة على أرضهم وعلى وجودهم بعد أن تعرض وطنهم «لاحتلال» عسكري بغيض نهب الثروات وأستباح الأرض وأذل الناس الذين سامهم الفقر والجوع والمرض والبطالة وخيرات أرضهم تنهب نهارا جهارا أمام أبصارهم في عملية (فيد) كبرى لم يشهد لها تاريخ المنطقة مثيلا. في هذه العملية تحول مشائخ وضباط صنعاء إلى أباطره حقيقيين يملكون الأرصدة في البنوك العالمية والشركات والقصور في مدن العالم الكبرى وفقدوا إحساسهم وهم يعيشون هذا الترف الطارئ بانتمائهم لشعب فقير ناهيكم عن إدراكهم بأن ذلك النعيم يخص غيرهم الذين جاءوا للوحدة بقلوب بيضاء وآمال عريضة وأحلام ليس لها حدود بالوحدة مع الأهل والأشقاء الذين سنضع أيدينا بأيديهم لبناء يمن جديد.. لكن وآه من لكن هذه تحول هذا الشقيق إلى محتل ومستوطن وجابي وقاتل وناهب ومتقطع وكانت الحقيقة مره وصادمه إلى حد لا يتصوره العقل. ثار الجنوبيون ليستردوا سيادتهم على أرضهم ويحفظوا كرامتهم ويقرروا مصيرهم ومستقبلهم بأنفسهم. لم نأت إلى صنعاء أحرارا لنطالب بالمواطنة المتساوية، كلام من هذا القبيل معيب في حق هذا الشعب الذي كان لديه دولة عضو في مجتمع الدول وتعترف به أمم الأرض من اليابان إلى الولاياتالمتحدة. فخامة الرئيس.. أعترف الشماليون أن مشروع الوحدة فشل وقالها اللواء علي محسن الأحمر في كلمات موجزة تحمل دلالة بالغة أن «علي عبدالله صالح مارس الاستبداد في الشمال والاستعمار في الجنوب» نعم أن الأمر كذلك ولكن ليس علي عبدالله صالح لوحده ولكنها المؤسسة السياسية والعسكرية والقبلية التي كان يرأسها وذلك الرصيد التاريخي الحافل للغزو والغلبة وتلك الثقافة المتجذرة للفيد والنهب والفساد.. الأمر على هذه الشاكلة ولأنة كذلك لابد لأي دعوة للحوار أن تتم على مستويين، المستوى الأول لتحقيق ما قامت من أجلة ثورة التغيير في صنعاء ويتم بين أطراف المبادرة الخليجية ويضم اليهم الحوثيون وشباب الثورة. أما المستوى الثاني بين طرفي وحدة 22 مايو الشمال والجنوب بعد أن دمرت الوحدة بالحرب وقامت الثورة الجنوبية (الحراك) لإزالة هذا الوضع.. الحوار بين الطرفين يتم بإشراف عربي ودولي وكل طرف يطرح ما عنده على الطاولة وأي نتيجة للتفاوض من الضروري أن تستمد شرعيتها من أجراء استفتاء للشعب الجنوبي عليها لأن لب الصراع هو الجنوب الأرض وهذه الأرض ملك لشعبها الذي يعيش عليها منذ آلاف السنوات ولا يملك أي طرف الحق أن يقرر نيابة عن هذا الشعب أو بدونه. فخامة الرئيس... ندرك أنك جنوبي أصيل ولديك أحساس بالمأساة التي يعيشها أهلك في الجنوب ولذلك فإن هذا الشعب يربأ بك أن تقرر أمرا ينتقص من حقوقه في الدفاع عن وجودة على أرضة والسيادة عليها وأنت تدرك أن دعاوي الأخوة حق يراد بة باطل، فالمواطن الجنوبي لا يستطيع أن يمتلك مترا واحدا في صنعاء حتى ليحفر له فيه قبرا وهذا من حقهم لأن تلك أرضهم وذلك هو التصرف الطبيعي للغريزة الإنسانية السوية. فخامة الرئيس... لا يساوي هذا الكرسي الذي تجلس عليه ذرة تراب واحدة في الجنوب لذلك ندعوك للتفكير ألف مره قبل أن تصدر أي دعوات للحوار الوطني وخصوصا ما يتعلق بالجنوب لأن التاريخ لا يرحم ولا تكن كذاك الذي أهدى الجنوب لصنعاء في محضر لا يشبه حتى عقد بين مؤجر ومستأجر لمنزل .. المهازل في تاريخنا كثيرة فنرجوك وأنت الرجل الهادئ الرزين لا تختتمها بمهزلة أخرى ليس لأنها ستضرنا فشعب الجنوب كفيل بإفشالها ولكن حفاظا على سجلك الطيب وعشمنا الكبير فيك أن يكون انعتاق الجنوب وخروجه من هذه الورطة الكبرى على يديك بعد أن دمره التاريخيون في الماضي واليوم يستثمرون قضيته (دولارات) في مزاد الصراع الدولي في المنطقة. تحياتي صاحب الفخامة ونؤكد لكم في الأخير أن صراعنا من أجل أرضنا ولن يسمح شعبنا للذين يتصارعون عليها مهما بلغت التضحيات...... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.