إن كان عدد ضحايا الحرب خلال 3 سنوات بالآلاف، فإن ضحايا الأوبئة والأمراض المعدية والمجاعة وانهيار الاقتصاد الوطني، سيكونون بعشرات الآلاف. فليعلم كل من كتب أو برر أو تغافل أو طبل لكل صاحب سلطة أو مقتدر على المساهمة في انتشال الناس من وضعهم ولم يفعل، بأنه شريك للساسة في المسؤولية عن كل روح تعاني، أو نفس تموت نتيجة الإهمال. لن تتوقف المجاعة على منطقة الأزارق، فما الأزارق إلا نموذج مصغر من كارثة إنسانية قادمة ستجتاح ملايين اليمنيين في الجنوب والشمال. كارثة سيسأل عن ضحاياها كل من تقع عليه مسؤولية ولديه القدرة على سد حاجة الناس ولم يفعل. ستسأل عنها الحكومة جناحيها الشرعي والانقلابي ومسؤوليها ورئيسها وساسة وزعامات البلد بمختلف توجهاتهم السياسية، الذين آثروا أن يعيشون حياة البذخ والتبذير في شرق الأرض وغربها، ثم يجرعون شعبهم المآسي والويلات لا لشيء سوى إرضاء جشعهم وأطماعهم اللامحدودة. سيسأل عنها التحالف العربي والأممالمتحدة، الذين آثروا النأي بأنفسهم والجلوس موقف المتفرج على معاناة شعبنا، ثم يخوضون فيما هو أدنى من ذلك.. سيسأل عنها منظمي حفلات الطبل والزار وضاربي الدف والمزمار، الذين جعلوا من أقلامهم أداة للتطبيل وضرب الدفوف. تباً لكل من وقف موقف المتفرج. لا نريد سلال غذائية، ولا نريد لجان فضائية، ولا نريد قرارات هلامية، ولا نريد دعايات ظلامية. نحتاج جهود حقيقية، ومؤسسات نظامية، وعدالة سامية، تجرف أرباب الفساد والمحسوبية، وتوقف النزاعات العبثية، وتقطع يد هيئة الأمم الانتقامية، وتوقف الحروب الكلامية. المجاعه تفتك بازارق الضالع. وغداً ستضرب كل اليمن.