منذ شهر رمضان المنصرم ومعركة الحديدة تتصدر عناوين نشرات الاخبار وتزدحم استوديوهات الاخبار بالكثير من المحللين والخبراء العسكريين والاستراتيجيين للتحليل حول سير المعارك هناك!! الجميع يحلل ويفند كﻵ حسب رأيه الشخصي بصورة مستفيضة لدرجة أصابتنا بالملل من كثرة التكرار والعصيد في كل التفاصيل وفن الممكن والمفروض بينما على أرض الواقع مختلف تمامآ فلا سقطت الحديدة بيد المقاومة ولا قوات الحوثي تمكنت من صد الهجوم!! معركة الحديدة هي بمثابة لغز صعب جدآ عجز عن حل طلاسمه القادة العسكريين والمحللين المخضرمين!! تتواتر الأنباء القادمة من الساحل الغربي بقرب الحسم العسكري لمعركة الحديدة، تلك الاخبار المتضاربة يشوبها الكثير من الكذب والتدليس في وسائل الأعلام من كلا الطرفين!! قبل أيام رجعت للبحث عن الاخبار التي تناولت الهجوم على الحديدة هذه الاخبار كانت تقريبآ في نهاية شهر رمضان المبارك وجميعها تحمل عاجل .. ويحدث اﻵن .. وعندما تمعنت فيها تأكد لي بالدليل القاطع انها اخبار أقل ما يمكن القول عنها طيش فيش كلام للاستهلاك الأعلامي وبعيدة كل البعد عن الواقع والمصداقية!! فبعض تلك الاخبار كانت تؤكد عن بداية اﻹنزال البحري والجوي ونفس هذا الخبر يتكرر اﻵن وأن المقاومة سيطرت على المطار وجزء كبير من الميناء ثم يأتيك سيل جارف من العواجل يصف لك وصول المعارك إلى شارع صنعاء وهذا الشارع بالذات هو الشارع الرئيسي لمدينة الحديدة!! يتم التعاطي بهذه الاخبار المفربكة لأيام طويلة ليتضح لنا بعد ذلك كذب هذه الاخبار فكم مرات أكدوا سقوط المطار ولم يوثقوا لنا صور حديثة للمطار!! لم استوعب بعد لماذا التأخير من حسم المعركة فبحسب علمي هناك أكثر من عشرين لواء مشارك في هذه المعركة إضافة إلى أن المنطقة التي تدار عليها المعارك هي منطقة ساحلية مكشوفة مع أفضلية واضحة للطائرات الأباتشي في هكذا معارك لما تتمتع بها من مواصفات وتعطيها ميزة في المناورة ومرونة مع الدقة في التصويب وهي كذلك عملية جدآ في تمشيط المنطقة!! يوم أمس كانت لي جلسة مع أحد الاصدقاء العائد من جبهة الحديدة وبلغني عن خسائر كبيرة في صفوف المقاومة بسبب الألغام وعدم معرفة قوات العمالقة بتضاريس وجغرافيا المنطقة!! الأعلام ومنذ أيام طويلة ماضية يؤكد على السيطرة الكاملة لكيلو 16 بينما صديقي يقول أنه طلب منهم التحالف التراجع للخلف والمكوث في كيلو 7 وليس هناك وسيلة اعلامية موثوقة تؤكد أو تنفي هذا الكلام!! أن العشوائية والتخبط هي التي تؤخر الحسم العسكري في الحديدة وما يؤكد صحة كلامي أن الخطة العسكرية اﻵن هي العودة مجددآ للسيطرة على مدينة الجراحي!! الكذب حبله قصير والأيام القادمة كفيلة لكي تكشف المخبئ وما يدور في معركة الحديدة فهناك أمر مريب لا نعرف ماهو ولكن المعروف لنا جميعآ أن معركة الساحل الغربي قد تكون حرب إستنزاف للمقاومة الجنوبية ومستنقع قذر لشبابنا مالم يأخذوا المزيد من الحيطة والحذر!!
