مع بزوغ شمس الثورة الشعبية الجنوبية ( الحراك ) نشأت طبقة من سُرَّاق الثورات شبيهة بمتعهدي العرسان "المخادر" تقوم بوظيفة مشابهة تماماً مع إختلاف المسميات بدل العرس أو المأتم يسمونها فعالية ثورية ، رغم أن الوظيفة مشابهة تماماً بكل تفاصيلها من حيث تحضير الساحات بدل القاعات الى تحضير الأعلام والصور والمايكرفونات والبيانات والنقل بالباصات الى تحضير مطربي الخطابات الرنّانة التي تجعل الجماهير أو المعازيم يشترحوا طرباً أو حماسةً ، طبعاً بحسب الدفع وكل شيء بسعره ، ثم بعد ذلك فلا تجدهم خاصّة إذا سالت الدماء ، ولعلهم يعتقدوا أو يفكروا بتلك الدماء بمنطق " آخر السمرة مراكضة" . طبعاً هنا أنا لا أتحدث عن ثورتنا الجنوبية المباركة بل أتحدث عن طبقة السماسرة الذين يحاولون حصر ثورتنا في ساحات يحتكرونها ويحصرونها في مواعيد زمانية كرنفالية إحتفالية ليتكسّبوا منها بأقعنة وأللقاب منحوها لأنفسهم (قائد ، زعيم ، مسئول ... الخ ) وفي الحقيقة فإن أفضل مايمكن أن يوصفوا به هو متعهدي مخادر وإحتفالات إن لم نقل سماسرة ولن نقول أكثر من ذلك الآن . أُعجبت بل كنت أحد المساهمين بفعالية في دعوى أطلقها بعض الشباب الثائرين في الداخل والخارج والذين لايملكون من متاع الدنيا إلا جماجمهم المستعدين لبذلها والتضحية بها في سبيل قضيتهم ، والتي تحمل في مضمونها كسر روتينية الإحتفالات وإحتكار السماسرة والتفاعل مع المعطيات المحلية والدولية بحنكة تنقل قضيتنا من أدراج السماسرة الى الشارع نفسه أولاً والى أروقة صناعة القرار الدولية ثانياً دون الإلتفات الى البهرجات الإحتفالية أو القنوات الصمّاء الدبلوماسية والتي تربط مصير شعب بأداء فرد ك ( جمال بن عمر) مهما بلغت مكانته أو مهنيته أو أداءه . مختصر تلك الدعوة ومضمونها هو خروج الشعب في يوم غضب بكل الوسائل السلمية المتاحة وفي كل مكان وليس في ساحات محدودة أو بشكل محدد (حرق إطارات ، إغلاق شوارع ، عصيان عام ، مظاهرات ... الخ) لإيصال رسالة لأهم إجتماع يتعلق بمصير الجنوب وهو إجتماع مجلس أمن الأممالمتحدة في الثامن والعشرين من نوفمبر لإيصال رسالة مباشرة دون الرجوع للمبعوث فلان أو الزعيم علاّن أو السمسار زعطان . ** رسالة مهمة لكل الثوّار ولشعبنا الصابر : أخرجوا في يوم غضب في 27 نوفمبر لتكسروا الرتابة والروتين ولتجددوا الثورة ولترسلوا رسالة قوية مباشرة لكل العالم ، رسالة تحمل روح شهدائنا وآلآم جرحانا وأنين أسرانا وآمال كل شعبنا ، رسالة في طياتها "فيروووز" تحمل عبق آريج ريحة دمها الزكي ومظلوميتها وقهرنا عليها . حصريا ل عدن الغد