تشهد مديرية دار سعد تنفيذ عدد من المشاريع الخدمية في مجالات الكهرباء والمياه والصحة وغيرها ؛ وذلك على الرغم من توقف المشاريع الممولة مركزيا ؛ حيث تعتمد السلطة المحلية في المديرية على جهودها الذاتية ؛ والدعم الذي يأتي من المنظمات الدولية والدول المانحة. وفي لقاء مع الصحيفة قال المدير العام لمديرية دارسعد محمد عبدالكريم جباري أن المديرية تعتبر البوابة الشمالية لمحافظة عدن وعلى أسوارها تحطم الحوثيون وانهزموا ؛ وهي السد المنيع والحاجز الرئيس الذي وقف في وجه الحوثيين عند محاولتهم عبورها للسيطرة على عدن..وخلال الحرب الأخيرة قدمت دارسعد أكثر من ( 500) شهيد و( 1300) جريح ؛ وصمدت حتى تم دحر الحوثيين. وأوضح أن المديرية شهدت تطورا كبيرا في السنوات الأخيرة ؛ وهي مديرية مترامية الأطراف جغرافيا ؛ وتشهد نموا من حيث الكثافة السكانية قابل ذلك إنشاء مدن جديدة في منطقة اللحوم وبلوكات بئر فضل و في مدينة السلام 200 فلة و400 شقة ؛ ومدينة الفيصل أكثر من مائة شقة ؛ وكانت المدينة الخضراء ضمن المديرية وهي الآن تتبع محافظة لحج.. وكل تلك المشاريع السكنية تم مدها بشبكة طرق مسفلتة وخدمات أخرى. وأضاف : من الأعمال الجارية حالياً مشروع رصف الطرقات في كل من البساتين ومدينة دارسعد وتبلغ كلفة هذا المشروع (450) ألف دولار بتمويل من الصندوق الاجتماعي للتنمية..كما أن هناك سبعة مشاريع رصف أخرى بكلفة مليون دولار؛ ومشروع تأهيل الممرات الخلفية بكلفة 3 ملايين دولار. فضلا عن مشاريع أخرى في الجهتين الغربية والشرقية والانشاءات والبساتين ؛ حيث يصل عدد مشاريع الرصف فقط إلى 14 مشروعا؛ ناهيك عن مشاريع المياه والمجاري في بعض المناطق. وأشار إلى أن منطقة البساتين تضم (30) ألف لاجئ تعمل المديرية على توفير الخدمات لهم ولغيرهم من الأهالي في البساتين ؛ حيث تم إنشاء سوق مركزي في المنطقة تعرض للأضرار أثناء الحرب ؛ وقمنا بالتواصل مع المفوضية السامية التي اعتمدت 150 ألف دولار لإعادة تأهيله؛ ويتم الآن تأهيل شبكة الصرف الصحي في المنطقة وذلك فضلا عن آلاف النازحين الذين قدموا إلى المديرية بسبب الحرب. ولفت إلى الدور الإيجابي للهيئات والمنظمات الإنسانية التي تمد يد العون للسلطة المحلية في أكثر من موضع. وقال إن السلطة المحلية في دارسعد حريصة على التعاون والتنسيق مع قيادة المحافظة ؛ حيث تم رفع دراسة للمحافظة بشأن خزان جديد للصرف الصحي ؛ كما رفعنا باحتياجات مشاريع أخرى نأمل أن يتم تنفيذها بالتعاون مع قيادة المحافظة ؛ ومن تلك المشاريع ما يخص المياه والصرف الصحي ؛ وفي هذا الصدد نأمل من السلطات في المحافظة وضع خطة شاملة لتأهيل الشبكة التي يبلغ عمرها أكثر من 50 سنة ولم تعد قادرة على استيعاب الضغط الناتج عن الزيادة السكانية ،كما أن لدينا مناطق لم يتم ربطها بالصرف الصحي ومازالت تعتمد على البيارات. ونوه إلى أن السلطة المحلية في المديرية تولي قطاع التربية والتعليم أهمية قصوى باعتباره حجر الزاوية في تنشئة الأجيال ؛ مطالبا بإعادة النظر في معايير النجاح والفشل المعتمدة حاليا ؛ وضرورة العمل على محاربة ظاهرة الغش ؛ وإيلاء المعلمين العناية الخاصة من كل النواحي بما في ذلك رفع رواتبهم. وتابع : المديرية تعاني من نقص في المعلمين وتحتاج إلى حوالي 200 مدرس لسد النقص الحاصل حاليا؛ لكن هناك جهود في دعم التعليم من جوانب أخرى ومنها اهتمام الدول المانحة بانشاء المدارس وتأهيل الموجود منها ؛ مما يسهم في حل مشكلة الازدحام ولو بصورة نسبية ؛ حيث توجد اليوم فصول فيها مايزيد عن120 طالبا ومازالت الحاجة ملحة لبناء مدارس جديدة. وأكد مدير عام دارسعد أن الحرب أثرت على المشاريع التنموية في المديرية بشكل واضح من خلال تجميد عدد من تلك المشاريع التي كان بعضها قيد الانجاز. وتطرق جباري إلى الجانب الصحي فقال : هناك جهود تبذل في الارتقاء بعمل القطاع الصحي نظرا لأهميته ؛ ولدينا في هذا الصدد مركز صحي في منطقة اللحوم يضاف إلى بقية المراكز الصحية ومجمع المديرية وهو جاهز للعمل ؛ ونحظى بدعم بعض المنظمات في جانب توفير الأدوية. وعن الجانب الأمني قال إن السلطة المحلية عملت على التنسيق مع الجهات الأمنية والعسكرية في المنطقة لإنهاء بعض المظاهر مثل إطلاق الرصاص ؛ إلا أن القرارات لم يتم تفعيلها ؛ ونحن لا نستطيع التنفيذ بمفردنا بدون التنسيق مع قادة الألوية العسكرية الواقعة في إطار مديريتنا وتعاونهم. وشدد جباري على أهمية رقابة الأسعار وضبط سوق الجملة والتجزئة في المديرية ؛ موضحا أن هناك حملة تستهدف ضبط المتلاعبين بقوت المواطن واحتياجاته ؛ سواء على محلات المواد الغذائية والاستهلاكية أو وسائل النقل المواصلات العامة أو غيرها من الخدمات المرتبطة بالمواطن. وقال إن المديرية تعاني من توسع ظاهرة البناء العشوائي التي أدت إلى إغلاق بعض منافذ الحارات والشوارع الرئيسية والفرعية ؛ مؤكدا أن حملات مكافحتها مستمرة مشيرا إلى ان القضاء على هذه الظاهرة يتطلب قوة أمنية وآليات ؛ وهذا يحتاج تضافر جهود عدد من الجهات. واختتم بتقديم التهاني لمحافظ عدن أحمد سالمين على نيله الثقة لقيادة المحافظة ؛ معبرا عن ثقته في أن ( سالمين) قادر على تحقيق إنجازات ملموسة للرقي بالمحافظة من خلال قدراته العملية وشخصيته المتزنة.