ظاهرة إطلاق الأعيرة النارية في الأفراح والمناسبات في عدداً من مناطق محافظة أبين لاسيما الريفية بشكل عام وفي عددا من مناطق مديرية خنفر بشكل خاص كانت ومازالت تمثل مشكلة حقيقية وماثلة ومع تباين وتفاوت وجود هذه الظاهرة من منطقة إلى أخرى أي وجودها بشكل محدود أو نادر في هذه المنطقة ومتوسطة في منطقة أخرى ثانية وسائدة بشكل ملحوظ ومستمر في منطقة ثالثة في خنفر ورغم هذا التفاوت إلا أن الغالبية العظمى يجمعون على أنها ظاهرة ممقوتة ومكروهة صارت تؤرق وتثقل كاهل الأهالي مع إستمرارية سقوط الضحايا بسبب الرصاص بشكل مباشر أو غير مباشر "الرصاص الراجع" ضحايا جزء منهم يدفع حياته ثمنا للعلعة رصاص أشخاص أرادوا إظهار بهجتهم وسرورهم فرسموا الحزن والمرارة في حياة أسرهم وذويهم ظاهرة ممقوتة ومكروهة بما ينتج عنها من ضحايا يسقطون جرحى دون ذنب اقترفوه وكذا ظاهرة ممقوتة ومكروهة بما تسببه من إزعاج وإقلاق للسكينة العامة للمواطنين. دعونا هنا نبحر ونقترب أكثر من هذه الظاهرة وأبعادها ومدى وجودها ومواضيع أخرى مرتبطة بها في خضم استطلاعنا الصحفي هذا.
*لقاءات مجتمعية توعوية ظاهرة دخيلة*
خلال الأيام القليلة الماضية كان لي نزولان إلى منطقتي عبر عثمان وشقرة مديرية خنفر لمواكبة المبادرة المجتمعية الرائعة والهادفة التي دعت وتدعو لها جمعية صناع السلام أبين ورئيسها الشخصية الإجتماعية بدر ناصر أحمد أبو محمد المرقشي وذلك بعقد لقاءات توعوية بحضور شخصيات أمنية ومجتمعية وإجتماعية ووجاهات وأئمة مساجد وحقيقة كان التفاعل كبيرا جدا في إنتهاء هذه الظاهرة .. تفاعل أطل ويطل بشكل واضح وبرغبة عارمة في أن تكون الأجواء هادئة كون الناس مستاءة من ذلك الإطلاق الكثيف للأعيرة النارية برصاص ليس لإسلحة الكلاشنكوف "ألاوالي " فحسب بل حتى رصاص أسلحة متوسطة رصاص غض مضاجعهم وحرمهم النوم في منتصف الليالي من أناس لا تكترث بمخاطر هذه الظاهرة ولا تبالي ظاهرة دخيلة على مناطق ومدن وقرى خنفر ولعل أجمل وأصدق ما شاهدته حول مقت الأهالي لهذه الظاهرة صورة ولوحة توعوية جمالية معبرة في لقاء شقره بلوحة لزهرات صغيرات حملن لوحة فيها رسوم تعبيرية بعبارة لاتقتلني برصاصك الراجع وعبارة إطلاق الأعيرة النارية في الأعراس والمناسبات ظاهرة خطيرة ومزعجة وغير حضارية.
التقينا بالأخ الأستاذ بدر ناصر أحمد أبو محمد المرقشي رئيس جمعية صناع السلام أبين وسألناه عن هذه الظاهرة وأيضا المبادرة المجتمعية فأجاب أن هذه المبادرة واللقاءات التوعوية الهادفة في عبر عثمان وشقره تأتي كرسالة ذات دلالات عظيمة وسامية وحضارية اللقاء بالشخصيات الاجتماعية والوجاهات وأئمة المساجد والمكونات المجتمعية وبقية الفئات و مناقشة وتناول أبعاد واضرار ومخاطر ظاهرة إطلاق الأعيرة مضيفا أن النزولان الميدانيان اللذان قامت به جمعية صناع السلام أبين خلال الأيام الماضية إلى منطقتي عبر عثمان ثم شقرة الساحلية بالتنسيق مع جمعية حلم النسوية التنموية كانا نزولان مهمان وإيجابيات أظهرا نبذ الناس لهذه الظاهرة التي صارت تؤرقهم وتزعجهم وأختتم المرقشي حديثه بالتأكيد أن عددا من أئمة المساجد في اللقاءات التي عقدت تناولوا الأدلة الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة عن هذه الظاهرة الخطيرة والمزعجة وما فيها من إيذاء المسلم لأخيه المسلم إضافة إلى أن أئمة وخطباء مساجد في مناطق كثيرة في خنفر وأبين تناولوا و يتناولوا هذه الظاهرة وأن شاء الله بفضل تظافر جهود الخيرين والمخلصين ستصبح هذه الظاهرة شيء من الماضي وهذا ما نأمله.
*تكثيف التوعية المجتمعية الهادفة*
عن هذه الظاهرة أيضا التقينا بالأخ الشيخ ناصر بن عبدالله المنصري مدير عام خنفر رئيس السلطة المحلية في المديرية والذي أشار في حديثه إلى أن السلطة المحلية في خنفر مهتمة وحريصة كل الحرص على أن تنتهي هذه الظاهرة مضيفا أن هناك لقاءات تنسيقية عقدت مع قيادة الأمن العام في المديرية وغيرها حول هذه الظاهرة إضافة إلى لقاءات مع شخصيات إجتماعية ومجتمعية وأئمة مساجد وغيرهم حول موضوع إطلاق الأعيرة النارية في الأفراح والمناسبات و نشر التوعية الهادفة بمخاطر هذه الظاهرة مؤكدا أن التوعية الهادفة مطلوبة اليوم والفترة القادمة من أئمة المسجد والمكونات المجتمعية وغيرهما في ظل الواقع الجديد في خنفر الذي يشهد تحسن وتعافي في مجالات عدة بفضل الجهود المبذولة وتفاعل وإهتمام وتوجهات باني نهضة أبين اللواء الركن ابوبكر حسين سالم بمديرية خنفر بشكل خاص ومديريات أبين بشكل عام مع تطلعات أن يتم الوقوف على عددا من القضايا والهموم في الفترة المقبلة مضيفا أن هناك عددا من المناطق في خنفر إنحسرت منها هذه الظاهرة ومناطق أخرى إختفت منها تماما ودعا الشيخ المنصري الجميع أئمة مساجد ومكونات المجتمع والشخصيات المؤثرة بشكل عام دعاهم إلى تظافر الجهود في جانب التوعية بشأن هذه الظاهرة المزعجة والخطيرة والغير حضارية إضافة إلى دعوته إلى تكامل العلاقة بين الأجهزة الأمنية والجهات الأخرى مجتمعية وإجتماعية وغيرهما على إعتبار أن ظاهرة حصدت بعض الأرواح البريئة وأيضا خلفت جرحى إضافة إلى ما تسببه من إزعاج وإقلاق السكينة العامة شاكرا صحيفة "عدن الغد " ومراسلها المتميز داعياً إلى مزيداً من المواد الطويلة عن مديرية خنفر وهموم وواقع المديرية. *اجراءات رادعة مطلوبة*
التقيت في خضم هذا الإستطلاع بأحد المواطنين في جعار وسألته عن ظاهرة إطلاق الأعيرة النارية في الأفراح والمناسبات فأجاب أن المواطن البسيط ينبذ هذه الظاهرة وعانى منها معاناة كبيرة هي وظاهرة حمل السلاح مشيرا أنه بعد أيام أو أسابيع قليلة ستزداد درجة الحرارة بشكل كبير في مناطق ومدن وقرى المديرية ومع واقع الكهرباء المعروف وإنقطاعاتها التي تزداد صيفا تلجأ أسر كثيرة للنوم ليلاً على أسطح منازلها والأحواش المنزلية ومع إستمرار إطلاق الأعيرة النارية في بعض المناطق تظل مخاطر الرصاص الراجع هاجسا مخيفا بل مرعبا وهناك حالات حدثت بإصابات مختلفة من الرصاص الراجع والكل يعرف هذا ويتابع حديثه بالتشديد على أهمية وجود إجراءات رادعة ضد كل من يطلق هذه الأعيرة النارية وأختتم حديثه بالقول إن هناك من يربط إطلاق هذه الأعيرة بعادات وتقاليد أو نوعا من المظاهر الفرائحية أو القبلية وهذا غير صحيح ولا يمت للفرح أو لغيره بصلة ويظل من يطلق هذه الأعيرة جاني ومخطا ومذنب ومروع ومزعج للناس وضار للمجمتع ومواطني هذا المجتمع ويجب تطبيق العقوبات الرادعة ضده أيا كان سواءا مواطن أو مسؤول أمني أو عسكري.
*الظاهرة كابوسا يؤرق الجميع*
ذهبنا إلى الأمن العام في مديرية خنفر أبين والتقينا بالعقيد علي حفين مدير الأمن العام في المديرية وطرحنا عليه الظاهرة وأبعادها وأسئلة تتعلق حولها فأجاب أن هناك تنسيق ولقاءات عقدت مع قيادة السلطة المحلية خنفر و الأمن العام في المديرية قام قبل أيام بإصدار تعميم عام بمنع إطلاق الأعيرة النارية في الأفراح والمناسبات ووجه هذا التعميم لكل الأجهزة الأمنية بمديرية إطلاق الأعيرة النارية في الأفراح والمناسبات في مناطق خنفر المعروف عنها تراميها ومن يطلق النار هناك غرامة وسجن وأشار العقيد حفين أن الظاهرة خفت بشكل ملحوظ ولكنها للأسف ماتزال موجودة لاسيما في بعض المناطق ذات الطابع الريفي وهناك عملية متابعة وتواصل مع مدراء الأمن في مناطق خنفر مشددا أن هناك جهودا مكثفة يجب أن تبذل وتوعية كبيرة مطلوبة لاسيما وأن هناك من دفع حياته دون ذنب بسبب هذا الرصاص سواءا راجع أو رصاص عن طريق الخطأ وسوء استخدام السلاح مدللا حديثه بحادثة القتل التي حدثت قبل أسابيع في عرس بمنطقة المخزن بمقتل أحد الشباب من أبناء منطقة الحصن برصاص في هذا العرس إضافة إلى تطرقه إلى حالات أخرى لوفيات وأيضا لإصابات خطيرة حدثت خلال الفترة الماضية وثمن مدير أمن خنفر جهود عددا من أئمة وخطباء المساجد والمبادرة المجتمعية لصناع السلام أبين في عقد لقاءات توعوية في عددا من مناطق المديرية عن إطلاق الأعيرة النارية في الأعراس والمناسبات داعيا إلى مزيدا من تظافر الجهود فيما يتعلق بظاهرة صارت كابوسا وهما مؤرقا لايخفى على أحد متابعا أن الجهود الأمنية بذلت وتبذل أقصى الجهود ولكن دورها لن يكتمل إلا بتكاتف الجميع دون إستثناء.