في لحظات الجزع العظيمة وفي معمعان الرحيل الحزين يقف الفكر تايها" في وسط لجة الالم. ويحتار القلم ماذا يكتب؟ وماذ يقول؟ ومن اين يبدأ؟ واين ينتهي؟ علي صالح عباد (مقبل رجلا" كبير وقايدا" كثير وطود مقاسه على مقاس وطن باخلاق وامله ونضاله ونزاهته وفكره ومعاناته وافراحه واحزانه ومآلات دومه البحث عن المستقل المرجو.. علي صالح عباد (مقبل) المناضل الفدائي المفكر المثقف السياسي الغدوه النضالية الانسان الشموخ والصلابه الوطنية في صورته الابها . علي صالح عباد (مقبل) الابن الوفي للكرامه والوطنية والصبر والكفاح والزعامه المتفرده التي انتجها العرق والنضال وظلمة ووحشية زنازين السجون وليس المنتجه بقرار من المكاتب الوثيره والقصور الفخمه (مقبل) السفر الواسع الارجاء الذي لن يستطيع الاقلم ان يختصر مسافاته في سطور قليله مهما اوتا من البلاغة والحذق ولن يستطيع قاموس الرثاء التعبير عن فذاحة رحيله وغيابه المدوي الساحة الوطنية في امس الاحتياج اليه وكل مانكتب وكل ما نقول،سيبقى محاولة للتنفيس عن حزننا وصدمتنا لفراقه. عرفت استاذي وقائدي علي صالح عباد (مقبل) منذ فتره طويله عندما كنت في مقاعد الدراسة الاعدادية في سبعينات القرن الماضي كان شخصية مهابه واقرأ له واستمع اليه في محاضراته وخطاباته من حينا" الى اخر.. كنت اتوق لرؤيته وجها" لوجه والاستماع اليه عن قرب لكنه ، وبعد احداث 13 يناير المشؤومة عرفته عن قرب ثما توطدت صلاة المعرفه وتطورت كثيرا" بعد حرب 94 الكارثيه حين ما اصبح امينا عاما للحزب الاشتراكي اليمني حتى وفاته الاليمه والحقيقة انه كان امامي كتاب مفتوح ولكنني لم انهي قراءتي له جيدا" ولم اشبع فضول ثقافتي المعرفية عن لكن الموت كان اسرع . علي صالح عباد (مقبل) الانسان المناضل السياسي المثقف ايقونة التواضع والبساطه والانسانية والصبر والتسامح والوفاء لايعرف الحقد طريقا" الى قلبه حتى مع من ناصبه العداء يسموا فوق الجراح لاجل الناس لاجل الوطن كان الوطن همه الاول يحلم في يمن كبير امن مستقر يسودة العدل والحرية والمساوة والوئام والسلام دوما" عاش مقبل محبا" للوطن يعشه عشق ابدي لايقدر العيش خارجه حتى في اسواء واحلك الضروف لم نعرف يوما" انه في سفر خارج الوطن وهو حق طبيعي له في الراحه والتطبيب كان يفضل ذلك داخل الوطن اسوةً بالبسطاء من ابناء الشعب.. وبعد ان ترك الامانة العامة للحزب طوعيتا" كان بالامكان ان يذهب لعيش في احد الدول الاروبية والعربية كما فعل ويفعل الاخرون لكن اباء ذلك وفضل العيش داخل اليمن متنقلا" بين صنعاءوعدن حتى وافاه الاجل واختاره ربه ليكون جواره فقد توقف قلبه الكبير في صنعاء الذي يحلم ليراها جميله كتاريخها وحضارتها واداء الصلاة الناس عليه في معشوقته عدن وواراء جثمانه الطاهر الثراء في مسقط راسة ابين وليدفن في قريته الحسناء الدرجاج يالها من صورة جميله لعاشق الوطن.. هذا هو علي صالح عباد (مقبل) بحجم الوطن باتساع اليمن كله (مقبل) الحكيم الزاهد الصبر المتسامح عاش حياه بسيطه ومتواضعه رفض ان يعيش حياه البذخ والكبرياء الضحله لكنه عاش في انفه وكبرياء ملئ بالرجوله والوطنية كان صخره عملاقه لاتتسع ان تكون في جيوب الصوص وسارقي اموال البسطاء او ساحات واسوار القصور الفخمه المبنية من تجارة الحروب وناهبي اموال الناس كان عملاقا" يملئ ساحة اليمن كلها لم يقل الصديق العزيز المناضل المحامي (يحيى غالب الشعيبي ) الا الحقيقة والصدق حين قال في كلماته الجميله اثناء انعقاد المؤتمر العالم الرابع للحزب الاشتراكي اليمني في صنعاء (حيا الله الليلة الرؤوس المغنفه دي ما يوطيها سواء رب العباد الحزب علمنا اصول المعرفه والصبر علمنا علي صالح عباد).. هكذا علمنا مقبل ان الرجولة ليست مذكر فحسب لكنها بالفعل تذكر نم قرير العينين يا ابا شفيق لين الناس بادلوك الحب بالحب والوفاء بالوفاء حين تقاطروا من كل ارجاء اليمن لوداعك الاخير حيث اكتظة مدينة خور مكسر وشوارعها بالناس للمشاركة في الصلاة على جثمانك الطاهر في موكب جنائزي مهيب من ساحة العروض الى مسقط، راسك في ابين الدرجاج ليوارى جثمانك الثراء هناك . نم ايها الراحل العظيم مقبل نم مطمئن لقد تركت ارثا" وطنيا" سنظل ننهل ونغرف من معينه الوطني الصافي النقي دروس وعبر من النضال والتضحيه والفداء وقيم المبادئ والتسامح والسمو نم ايها القائد والثائر لقد تركت خلفك حزبا" بحجم الوطن يحمل هم هذا الوطن وطموح المستقبل ثق اننا وكل الشرفاء سنناضل حتى حتى يتساقط الفاسدين والانتهازين وتجار الحروب وناهبي ثروات الشعب ثم ننتصر وينتصر الوطن..