عجزت عن فهم هذا المجتمع ونظرته الدونية والقاصرة للمرأة؟! حين تجبر على الجلوس في بيت والدها محكوم عليها بالسجن المؤبد دونما جريمة تذكر،حين يرتبط مستقبلها وأحلامها بل وحتى قيمتها في الحياة على اللحظة التي يطرق بها رجل ما باب السجن لتخرج إلى الحياة-كما تعتقد-لتعيش وتتنفس الحرية وترى العالم، ثم تُصدم بدخولها لسجن آخر أضيق وأظلم فتعيش التعاسة بكل معانيها خصوصاً إن كان ذلك الزوج من جملة شباب هذه الأيام المستهترين عديمي الضمير والإحساس بالمسؤولية الزائغة عيونهم..
وتستمر في تصبير نفسها المسكينة بالنظر إلى حال " العوانس" من الصديقات والأقارب!! على الأقل هي ارتاحت من " عاهة العنوسة" نعم فالمرأة التي تتعدى سن 30 علاوة على أنها لا تعامل كبشر منذ أن جاءت إلى الحياة ينظر إليها على أنها من ذوي العاهات الصعبة فالكل مشفق على حالها وحين تدخل مجلسا تبدأ النساء بالتغامز والتلامز ثم يكون سلام الجميع لها " الله يزوجك قريب " مع الدعاء لأهلها بالصبر وانتظار الفرج لماذا يصر مجتمعنا على تنمية نساء مهزوزات ضعيفات عديمات الثقة بالنفس خائفات ومحاربات؟ كيف لأمة أن تنهض وهذا حال نسائها؟ لا هم لهن إلا الرجال كيف يرضينهم وكيف يخدمنهم وكيف وكيف وكيف.. في حين أنهم لا يحسبون لهن أي حساب بل لا وجود لهن في حياتهم أصلاً!! في الجاهلية كانوا يوأدون البنات مرة واحدة، أما الآن فالمرأة توأد في اليوم ألف مرة! أفيقي من سباتك يا امرأة واصرخي بأعلى صوتك قائلة ( أنا إنسان) لتسمعي العالم إنك الآن بأمس الحاجة لإقامة ثورة تغير كل هذه المفاهيم أللإنسانية لتحددي مكانك الصحيح في المجتمع وتضعي النقاط على الحروف لتنتهي هذه المهزلة..