لو ان الجيش الجنوبي بكل تشكيلاته من مقاومة وعمالقة واحزمة ونخب امنية يحارب في الشمال ، للقى له تأييد وترحيب وقاعدة شعبية من طائفة كبيرة وقد تكون الأكبر من سكان صنعاء ومارب وتعز ، وربما لتمت مساعدتة من الداخل من قبل متبرعين يقاتلون معه عصابات الحوثي وداعش ليجعلوا من سيطرته على المدن الشمالية سهلة ميسرة ، ليس بسبب شخصية قيادة وأفراد الجيش الجنوبي ، بل بسبب التاريخ الجلي في الحرب ضد الحوثي والاخوان واتباع داعش وقتلهم ومنعهم من حكم الجنوب العربي ، اما الجيش المسمى بالجيش الوطني في مأرب الذي يتبع حزب بعينة أو قيادة من عائلة واحدة ، لا تاريخ شرف لدية ولا صورة واضحة ، فهو نكرة وبالنسبة للاهالي لم يكن قدومة الا زيادة في الأزمة والدمار والحرب والقتل والسرقة والنهب وتسرب اللصوص بعد أن استغلوا الفوضى والرعونة التي افتعلوها . ومهما ادعت قيادة الجيش الوطني في مأرب إنها موسسات نظامية ، وأيا كانت الملابس التي ترتديها ، جيش أو شرطة ، كل جماعه تحمل السلاح ومعها شعار حزبي أو قبلي هي دون شك جماعه خارجة عن القانون ويجب تصنيفها في خانة الجريمة ، أنظمة المؤسسات العسكرية بغاية الوضوح ، هي أنظمة هرمية قيادات ورتب وسلاح مرقم ، وأغلب منتسبيها مواطنين من كل بقاع الوطن وأفكارهم مختلفة ومتباينة ، ليست كالجيش الوطني في مأرب أغلب منتسبية من مناطق محددة وقيادة عائلية واحدة ومعيار الإنتساب لهذا الجيش هو المعيار الحزبي أو التبعي.
الأهالي وصلتهم الحقيقة وان كانت متأخرة ، ان سبب المعاناة ليس الحوثي أو الجيش اللاوطني في مأرب بل الاثنان معاً ، كلهم رفعوا الشعارات وأطلقوا الأكاذيب والهرطقات ، بالتحرير والعدالة والديمقراطية ، لكنها مرت السنوات وسط ضجيج الصراخ والأقوال ، ولا أفعال على الارض إلا مصالحهم الخاصة ، كلهم اكتفوا بملء ارصدتهم بأوراق العملة ، عندما تحولوا الى عصابة لصوص لم تشبع ولن تشبع .