برزت على السطح أزمة فريدة من نوعها حيث يرفض سليم باشا تسليم منصب ما بحجة أن قرار التعيين للخلف غير قانوني و ناتجة عن مناكفات سياسية بحتة . أزمة عنوانها عبده يُعيّن مبارك فيرفضه فرج ... و فرج يُعيّن علوي فيرفضه عبده . لا ندري مِن صلاحية مَن التعيين فالكل يُرشِّح وفقاً لهواه و المحسوبية و السمع و الطاعة للخلف فنجد أنفسنا حينها أمام مشاهدة فيلم كرتوني لتوم و جيري حيث يبدأ صراع الكر و الفر لينتهي في الأخير برضوخ الحلقة الأضعف أو بوعود لترقية السلف و يتسلم حينها الخلف . أزمة لم نرَ مثيل لها إلا في وقتنا الراهن بسبب التجاذبات السياسية و الشرخ العميق بين مسؤولي الدولة و الأجندات الخاصة التي يحاول كل طرف تمريرها لكسب ولاءات على الواقع . قرارات أحياناً ارتجالية نابعة عن تصرفات كيدية و رفضها بسبب تهميش و عدم استشارة من يحق له صنع هذه القرارات . أمّا قرارات التعيين في السلك العسكري فحدث و لا حرج و أعجبني تعليق لأحد الزملاء على تعيين أحد الأولاد في منصب عسكري ربما لدى الحوثي أو الشرعية، مفاده بإنه التحق بالمدرسة و هو علقة ... و تخرج منها و هو مضغة ... و ترقى ملازم و هو عظمة ... و لما كسا الله عظامه ترقى إلى نقيب ... و لما وصل سن التمييز ترقى إلى رائد ... و لما بلغ سن الحلم ترقى إلى مقدم ... و حينما أنهى تعليمه أصدر قرار جمهوري بتعيينه عقيد . في الأخير أنا لست مع أو ضد فرج و عبده أو مبارك و علوي و إنّما ضد الأزمة و حيثياتها و أبعادها التي تؤثر على المواطن بشكل سلبي و تعيق الخدمات اليومية . و دمتم في رعاية الله