قرية الفرع الأعلى أحد مناطق مديرية سرار يافع بمحافظة أبين وقد أطلق عليها سابقاً في أواخر الخمسينيات بقرية فرار يافع وذلك عند محاولة الجيش البريطاني قمع رجالها الثوار المسلحين والمساندين للسلطان محمد بن عيدوس العفيفي، ولم يستطيع المستعمر الوصول اليها أرضً ، فقد لجئ إلى قصفها جواً وكان ذلك في مطلع الستينات عام 1960م تعرضت منطقة الفرع للقصف الجوي بالطيران من قبل المستعمر البريطاني، لكن صمود أهلها وشجاعة رجالها لم يخضعوا رغم ما عانوه من قصف وظلم وقهر، كما قال العميد حسن قاسم ثابت: أن رجال الفرع قاموا بمواجهة أكبر دولة استعمارية في العالم وعلى أولادنا أن يفتخروا بهذا الأرث التاريخي العظيم ،الذي عملوه آباءهم واخوانهم رجال التضحية والبسالة والشجاعة، الذي بصمودهم حطموا قلعة المستعمر البريطاني ومن هؤلاء الرجال المناضلين الأبطال : المناضل المرحوم الشيخ سعيد جابر حسن ،والمناضل المرحوم الشيخ سعيد شيخ ،والمناضل المرحوم الشيخ يسلم قاسم ثابت، والمناضل الكبير عبدالله قاسم ثابت أطال الله في عمره ،والمناضل المرحوم الشيخ حسين ثابت علي، ومسانديهم رجال الفرع الأسفل المرحوم الشيخ عبدالله سعيد، والمرحوم حسن صالح، والمرحوم عبده محمد ،والمرحوم محمد ثابت ،والاستاذ المناضل معبد ثابت أطال الله عمره لكل أهل الفرع الأعلى والأسفل تحية الرجال للرجال فالتاريخ يشهد لهذه المآثر البطولية لأهل تلك القريتين الأبطال. وفي وقتنا الحالي اصبحت الطريق عاملاً قلقاً ومؤثراً على سير حياة أهالي منطقة الفرع الأعلى بيافع سرار التي تمتاز بموقعها الجغرافي الخلاب المطل على مشارف العاصمة سرار وكذلك سطحها البهيج الذي يفترش عليه سكان المنطقة المترامية الأطراف، وعلى الرغم من الجهود التي بذلها ومازال يبذلها أبناء المنطقة للتخفيف مما يعانوه، في شق واحد كيلو ونصف بهذه الطريق، إلا أن المنطقة مازالت بحاجة إلى مساعدة كبيرة للتخفيف من حجم معاناتهم. وقد اوضح العديد من مواطنو منطقة الفرع والمديرية لصحيفة "عدن الغد" أن وعورة الطريق تسببت في تأزيم حالاتهم المرضية لاسيما حالات الولادة وكبار السن ويضطر أبناءهم الطلاب إلى قطع أكثر من 2كيلو متر على الأقدام للوصول إلى المدارس لتقلي التعليم، آملين بلفتة كريمة من أصحاب الخير إلى دعمهم لتتيسر شؤون حياتهم عبر حل مشكلة الطريق التي أصبحت معضلتهم الأساسية. صعوبة في نقل المرضى الشيخ محمد حسن العمري اوضح وهو عضو السلطة المحلية بالمديرية وأحد وجهاء المنطقة بمكتب كلد، أن مشكلة الطريق تُعد من أبرز المعوقات التي يواجهها أبناء المنطقة، نتيجة لموقعها الجبلي وأضاف "أن سكانها يعانون من صعوبة في نقل المستلزمات الضرورية لمتطلبات الحياة ، كما أن منطقة الفرع تعتبر من قلائل القرى ان لم تكن الوحيدة التي لم تشق لها طريق وقد عانوا أهل هذه القرية للنزوح والتشريد إثناء الحكم البريطاني. وفي الحال ناشد باسمه نيابةً عن اهالي منطقة" اصحاب الخير والعطاء من ابناء يافع الذي يضرب بهم أروع الأمثلة في تقاسم هموم الحياة مع إخوانهم إلى تقديم يد العون لمساعدتهم في شق مشروع طريقهم العام بمنطقة الفرع ، وموكداً ان ثقتهم بإخوانهم أصحاب الخير بعد الله كبيرة كما عاهدوهم سباقون للخير والعطاء ،ودعا الله تعالى أن يجعل ما يقدموا في ميزان حسناتهم. الاستاذ سالم سعيد عبد القوي احد أبناء المديرية قال: أن منطقة الفرع دخلت التاريخ منذُ القدم، وقد كان لها دوراً كبير في الثورة التحررية، لكون اهلها انتفضوا ثائرين فاسقط عليهم اطنان من القذائف المحرقة فشردوا ، لكن بعد انتصار الثورة نسوها الثوار ولم يقدموا لها عوضاً لما تعرضت له من تدمير وتشريد، واضاف ان من المعاناة صعوبة طريقها ووعورتها فلم يلتفت لها احد ،وأضاف" تحتاج هذه الطريق إلى شق وتسوية لتسهيل عملية الحركة والتنقل بالسيارات بواسطتها، وحتى اليوم لم يلقوا أي اهتمام على الرغم من إسهام أبناء المنطقة خلال العقود الماضية في الدفاع عن الوطن بالثورتين السبتمبرية والأكتوبرية وتحرير الوطن من الاستعمار البريطاني، وكذا خلال انتفاضة الحراك الثوري الجنوبي، فضلاً عن إسهامهم في خدمة ابناء المديرية، لكون معظم أبناء الفرع يشتغلون معلمين في المدارس واطباء بالمركز الصحي سرار ومن خلال "عدن الغد" نأمل أن يلقوا التفاتة من الجهات المختصة للخلاص مما يعانوه ، كما نتمنى أن تحظى منطقة الفرع بالمساعدة في إصلاح الطريق التي أتعبت اهلها كثيراً، لاسيما النساء وكبار السن وطلاب المدارس نتيجة لوعورتها، بل مشكلة هذه الطريق انعكست سلباً على الجوانب الأخرى في حياتهم. مناشدة للجهات المسئولة والمنظمات الدولية الأستاذ عبد الفتاح سعيد العمري بدوره أوضح أن طلاب المدارس يقطعون مسافات طويلة تتجاوز اثنين كيلو مترات سيراً على الأقدام من منطقة الفرع العليا إلى مركز المديرية حيث توجد المدارس وأضاف" لقد ساهموا الأهالي في إصلاح قليل منها ،ومشكورين على ذلك، ولكن ما تزال هناك الكثير من الصعوبات التي نأمل أن تلقى لها حلولاً عاجلة، لكون هذه الطريق باتت تُشكل هاجساً مقلقاً لدى الأهالي، خصوصاً في حال تعسر الولادة لدى النساء الحوامل بسبب صعوبة نقلهن إلى عاصمة المديرية، ومن خلال "عدن الغد" نناشد الجهات المعنية بالمديرية والمحافظة وكذلك المنظمات الدولية الداعمة التدخل العاجل، وكل من يستطيع تقديم الدعم من أصحاب الايادي البيضاء من أجل شق الأماكن الوعرة في طريقنا. مزيد أحمد قاسم أشار الشاب مزيد أحمد إلى أن المنطقة أصبحت بحاجة ماسة إلى شق الطريق للتخفيف من معناة الأهالي بهذا الخصوص ، ويضيف لصحيفة "عدن الغد" لقد واجهنا مشاكل عديدة منها صعوبة في نقل المرضى والنساء الحوامل، لاسيما أثناء تدفق السيول بقوة والتي تحدث أضراراً بها كانزلاق الصخور إليها وتخريبها وما إلى ذلك، بل في كثير من الأحيان يظل المواطنون عالقين لأيام بسبب تعطل الطريق. واكد أن أبناء الفرع على أتمّ الاستعداد للتعاون مع كل من يمد لهم يد المساعدة في إصلاح الطريق، التي أصبحت همهم الأول ،وأضاف نعول كثيراً على قيادة سلطة محلي سرار بأن تحمل ملف معاناتنا وتتحدث مع الجهات المسؤولة في محافظة أبين ومع المنظمات الدولية والصناديق الداعمة لإيجاد حلول لما نعانيه. وعورة الطريق بدوره أكد مدير عام المديرية الاخ صالح يسلم قدار، بأن مكتبه يبذل قصار جهده لاستقطاب الدعم ولإدراج المنطقة ضمن أولويات المشاريع التي سيتم تنفيذها خلال العام المقبل لكون مشروع طريق الفرع ضمن مشاريع السلطة المحلية بسرار منذُ عام 2014م ويتم تدويره إلى وقتنا الحالي وذلك لعدم وجود الموازنة، واضاف إن هذه المنطقة تُعاني من مشكلة في الطريق لكونها واقعة وممتدة على سلسلة جبلية، وهناك أماكن وعرة بشكل فظيع والأهالي يحتاجون إلى المساعدة فعلاً، وقد رأى بأم أعينه تلك المعاناة عند زيارته إليها سابقاً وختم حديثه نحن نعمل بجهدنا قدر ما نستطيع كما ندعو اهالي الخير إلى دعم اهالي الفرع بصوره عاجلة.
