الجنوب ... يا له من شعب عظيم ؛ يستحق الإجلال والإكبار ، فقد تجلت عظمة هذا الشعب العظيم التواق للحرية والانعتاق في مليونيته الخامسة التي دعت إليها المكونات الثورية الجنوبية والتي أقيمت في ساحة الحرية بخور مكسر يومي 17- 18 من الشهر الجاري للتعبير عن رفض الشارع الجنوبي للحوار الوطني الذي تجري جلساته في صنعاء عاصمة الاحتلال بإشراف خليجي ودولي
هذه المليونية التي أخرست كل ناعق ومفتر كذاب يدعي زوراً وبهتاناً بان الثورة الجنوبية المجيدة ( حراك مسلح ) ويزيد من أراجيفه إلى حد يدعو إلى الضحك والقهقهات الطويلة المجلجلة سخرية بأراجيفهم المغرضة التي تحاول جاهدة إقناع المجتمع الدولي بأن وراء الثورة الجنوبية تقف إيران ومن شايعها ..!!
فكيف للعالم أن يصدق وهو يرى ما رصدته وسجلته عدسات وأقلام أشهر وكالات الأنباء العالمية والصحف والقنوات المتلفزة من صمود أسطوري لشعب الجنوب الأبي الذي تجشم معاناة السفر إلى عدن - على الرغم من أن الطريق محفوفة بالمخاطر والمغامرات جراء همجية النقاط العسكرية المنتشرة بكثرة وهي في أتم الجهوزية القتالية وكأنها في مواجهة جيش ندي لا أمام مواطنين عزل - وراح يفترش الأرض ويلتحف السماء وليس لديه ما يسد به جوعه إلا كسرات خبز يابسة احضرها معه ولا يستريح ضميره ولا ينام له جفن إلا وقد أقام فعاليته وأوصل رسالته للعالم ؟!
فمن العار بعد مليونية ( القرار قرارنا ) أن يستمر المرجفون وأصحاب المواقع والصحف الصفراء بترديد وصفهم لثورتنا المجيدة بأنها حراك مسلح وقد شهد العالم اجمع بسلمية ثورتنا وأظهرت أكثر من وسيلة إخبارية إعجابها بنضال شعب الجنوب السلمي ، واصفة إياه بالشعب الحي والحضاري ... وحقيقة إن نصر الجنوبيين يوم الثامن عشر من مارس يوم تدشين جلسات الحوار لم يتوقف عند نجاح مليونية ( القرار قرارنا ) التي أرسلت رسالة واضحة للعالم قاطبة بان شعب الجنوب يرفض الحوار ومستمر في ثورته السلمية حتى استعادة دولته فحسب بل انه حقق نصراً آخر وذلك حين قام المحتل بقمع الفعالية السلمية في مدينة تريم بوادي حضرموت وقتل الناشط رامي البر واعتقل شباب آخرين وكذلك فعل في سيئون ، وكان ذلك متزامناً مع الجلسة الافتتاحية للحوار الذي يدعي منظموه بأنه يرفض استخدام العنف والقوة لفرض الوحدة ويسعى لحل القضية الجنوبية .
والاهم من هذا وذاك أن هذا النظام الذي ولد مشوهاً بعد مخاض عسير لثورة اقل ما توصف بأنها ثورة عقيمة لا تسمن ولا تغني من جوع وفقر الشعب اليمني الذي ما يزال كادحاً وعلى ذات المستوى – وربما أكثر – الذي كان عليه في عهد المخلوع صالح ...إنه يدعي احترامه للديمقراطية وحق الشعب في التعبير وحرية الرأي ويضيق صدره لفعالية شبابية سلمية .... فهل تعلمون لماذا يضيق صدره وترتعد فرائصه لمجرد فعاليات سلمية يقيمها ويشرف عليها الشباب ؟ !!!
الإجابة بسيطة : انه يدرك أن أولئك الشباب ليسوا ككل الشباب .... فهم شباب متحمس أيما حماس لاستعادة دولتهم : هم شباب عاهدوا الله بأن / يهبوا الأرواح لليوم العسر / لا يبالون بما يلقونه / من صعاب وخطوب ونذر / ثبتوا للظالم العاتي كما / يثبت الصدق لكذاب اشر ... وبالتأكيد بات النصر قاب قوسين أو أدنى بفضل التضحيات الجسام التي قدمها شهداؤنا الأبرار ومعتقلونا وجرحانا الغر الميامين والصناديد الشجعان، والنضال السلمي اليومي لشعب الجنوب .... فعلينا أن نحافظ على سلمية ثورتنا التي أبهرت العالم ... وبها حتماً سننتصر ونستعيد دولتنا على كامل ترابها.