وُلد محمد صلاح في قرية نجريج التابعة لمدينة بسيون بتاريخ 15 حزيران/ يونيو عام 1992. ترعرع صلاح في كنف عائلةٍ بسيطة، وكانت ظروفهم المادية صعبة، مما أثر على حياة صلاح الأكاديمية فلم يقدر على الالتحاق بالجامعة. وبطبيعة الحال ظهر شغف صلاح بكرة القدم منذ الصغر، وأبان عن موهبةٍ كروية عظيمة؛ لذا قرر السير على خطى عظماء كرة القدم المصرية، وانتسب إلى أحد الأندية المصرية وهو نادي المقاولين العرب. بدأ محمد صلاح مسيرته مع نادي المقاولين سنة 2010، حيث انضم إلى صفوف فريق الناشئين. ولكن موهبته الكبيرة وتطور أدائه اللافت دفعا مدرب الفريق الأول إلى إشراكه في إحدى مباريات الدوري المصري أمام فريق المنصورة عام 2010. وفي الموسم التالي أضحى محمد صلاح لاعبًا أساسيًا في الفريق الأول، وجذب أنظار المتابعين والنقاد وأعين كشافي الأندية الأخرى. فحاول نادي الزمالك التعاقد معه، بيد أنهم اعتبروا تكلفة الصفقة كبيرة جدًا قياسًا على عمر صلاح، لذا غضوا الطرف عنها. ولكن عام 2012 حمل مفاجأةً كبيرة لصلاح، فقد قرر نادي بازل السويسري التعاقد معه، فكان ذلك تجربته الاحترافية الأولى في القارة الأوربية. أمضى صلاح موسمين ناجحين جدًا مع فريق بازل؛ ففي الموسم الأول نجح مع فريقه في التأهل إلى نصف نهائي الدوري الأوروبي. في الموسم التالي، تابع محمد صلاح تألقه مع فريق بازل، وشارك في دوري أبطال أوروبا، حيث قدم أداءً لافتًا محرزًا هدفًا ثمينًا لفريقه في المباراة التي جمعته بتشيلسي الإنجليزي، فكان هذا الأمر من الأسباب التي جعلت صلاح يفكر بعروض الأندية الأخرى التي انهالت عليه، وكان أهمها عروض تشيلسي وليفربول الإنجليزيين. فقرر أخيرًا الانتقال إلى صفوف فريق تشيلسي ليلعب في صفوفه بدءًا من موسم 2013/2014. كان أول ظهورٍ رسمي له بألوان قميص تشيلسي في مباراة فريقه مع نادي نيوكاسل يونايتد. بيد أن أول أهدافه كان في مباراة فريقه مع نادي أرسنال، والتي انتهت بستة أهداف مقابل لاشيء. ولم يكن وضع صلاح في الموسم الثاني بأفضل حالًا من سابقه، فلم يشارك سوى في 8 مباريات فشل خلالها في إحراز أي هدف. ونظرًا لقلة المباريات التي خاضها مع تشيلسي، قرر الانتقال على سبيل الإعارة إلى نادي فيورنتينا الإيطالي في صفقةٍ شملت في المقابل انتقال اللاعب الكولومبي خوان كوردادو إلى تشيلسي. خلال الفترة التي قضاها صلاح مع فيورنتينا، شارك في 26 مباراة محرزًا خلالها 9 أهداف. شكل عام 2017 محطة مفصلية في تاريخ محمد صلاح، فقد انتقل إلى صفوف ليفربول الإنجليزي مقابل 42 مليون يورو، ليعود بذلك إلى منافسات الدوري الأعرق في العالم. وسرعان ما إبان صلاح عن نجاح هذه الصفقة بتألقه الرهيب مع ليفربول، حيث شغل مركز الجناح الأيمن، وقاد الفريق للتألق في منافسات دوري أبطال أوروبا والدوري الإنجليزي بإحرازه عددًا كبيرًا من الأهداف. وتصدر قائمة هدافي الدوري الإنجليزي خلال مرحلة الذهاب. وإذا حافظ على مستواه التصاعدي، فمن المرجح أن يحقق لقب الهداف في نهاية الموسم، ليكون هذا الأمر إنجازًا تاريخيًا بكل معنى الكلمة. وعلى صعيد المنتخب الوطني المصري، تدرج محمد صلاح في فئاته السنية المختلفة، وشارك في عديد المنافسات التي خاضها المنتخب. فأحرز معه المركز الثالث في بطولة أفريقيا للشباب عام 2011، كما حقق المركز الثاني في منافسات بطولة أمم أفريقيا عام 2017. بيد أن الإنجاز الأكبر تمثل في قيادته المنتخب للتأهل إلى كأس العالم المقرر إقامتها عام 2018، والتي خرج المنتخب المصري من منافساتها منذ الدور الأول