منذ اليوم الأول من تأسيسه سرق المجلس الانتقالي ثورة الشعب الجنوبي بفرض نفسه مفوضا (وحيدا) للجنوب وقضيته العادلة وتحقيق تطلعات أبنائه، وأوهمهم أنه المنصة التي ينطلقون منها نحو تحقيق هدفهم المرجو باستعادة "دولة الجنوب".. استغفل المجلس الانتقالي الشعب الجنوبي وتلاعب بمشاعره بخداعه بالأوهام والشعارات الوطنية المزيفة، مستخدما في ذلك آلة إعلامية ضخمة وظيفتها الأساسية تسويق الوهم والتضليل ﺣﺘﻰ ﺃدمن معظم الشعب الجنوبي ذلك ﺍﻟﻮﻫﻢ وأصبح من لوازمه وبه بات الشعب يسبح بخياله ويحلم بغدٍ ﺃﻓﻀﻞ ﻭﻋﻴﺶ ﺃﺭﻏﺪ.
ﻏﺰا المجلس الانتقالي ﻋﻘﻮﻝ الكثير من أبناء الشعب الجنوبي وشكل عقولهم ﺑﺸﻌﺎﺭﺍﺕ ﻭﻫﻤﻴﺔ ﻻ ﻭﺟﻮﺩ ﻟﻬﺎ على ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺗﻮﺟﻴﻬﻬﻢ ﻭﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﻔﻜﻴﺮﻫﻢ ﺑِﺒﻴﻊ ﺍﻷﻭﻫﺎﻡ ﻭﺍﻟﺘﻀﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻜﺬﺏ ﻭفصلهم ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻷﻟﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﺜﻞ ﺍﺣﺘﺠﺎﺟﺎﺗﻬﻢ ﻭﻣﻄﺎﻟﺒﺎﺗﻬﻢ مستخدما في ذلك "غسيل مخ جماعي" ﺃﻭ ﺗﺰﻳﻴﻒ وعيهم حتى ترﺍﻛﻢ ﺍﻟﺘﻀﻠﻴﻞ ﻭﺑﻴﻊ ﺍﻷﻭﻫﺎﻡ لديهم وأصبح جزءا من حياتهم.
فكان أسوأ ما وقع فيه المجلس الانتقالي هو تقديمه ﻣﺒﺮﺭﺍﺕ ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ ﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ ﻭﺗﺮﻭﻳﺞ ﺍﻟﻔﺸﻞ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻧﺠﺎﺡ ﻭﺍﻟﻬﺰﺍﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﺍﻧﺘﺼﺎﺭﺍﺕ، ﻭﻣﺎ ﻳﺪﺭي الانتقالي أنه بهذه الطريقة ﻳﺮتكب ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻛﺒﺮﻯ ﻓﻲ ﺣﻖ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺒﺴﻄﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ مستغلاً ﺿﻌﻒ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ وتدني الوعي لديهم ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﺴﻮﻳﻖ ﺍﻟﻮﻫﻢ.
فلا ﺧﻴﺮ ﻓﻲ ﻣﻦ ﻳﺪﻋﻮن حب ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﻭهم في الأصل يعملون على تدمير الشعب ليصنعوا ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻭﺍقعا وهميا وﻣﺰﻭﺭا.