كذبوا : كذب من قال أن سبب الحرب والدمار في اليمن هي الوحدة. ما يحدث في اليمن هو ما حدث في غيرها من جمهوريات "الموز" العربية التي تساقطة أنظمتها كمكعبات الدومينو أمام ثورات الربيع العربي. ماذا لو كان الشمال دولة والجنوب دولة؟ بالتأكيد سوف يسقط النظام الاشتراكي الجنوبي سقوط مدوي، لأن كل اركانه الدولية المساندة، وبخاصة السوفيتية، قد سبقته في السقوط، وقبضته الحديدية ليست بأقوى من بولندا وتشيكوسلوفاكيا. والنظام في الشمال ليس بأقوى من نظام مبارك والقذافي. فلا ممارسة ديمقراطية تضمن استمرارية النظامين، ولا أموال طائلة تسكت الحناجر. لماذا تتهم الوحدة بالفشل، وليس الأنظمة والنخب السياسية؟ حكاية اتهام الإسلام والمسلمين بالإرهاب والتخلف وليس داعش وأخواتها. فما بعدها جهالة أن يتمنى الجنوبي عودة "دولته" التي لا يعلم لها من ملامح مستقبلية إلا الحكم والتسلط. وينقسم الشماليون ما بين أمامية حوثية وجمهورية عفاشيه. إذا كانت الوحدة هي السبب، فابشروا، يبدوا أن الإنفصال وربما أبعد "أسوء" من ذلك قادم. هذا ليس تشائم، لكن الجاهل عدو نفسه. تجاربنا السابقة في الجنوب منذ رحيل بريطانيا، وفي الشمال منذ سقوط الأمامية خير شاهد، لمن يكن الوضع ما قبل الوحدة "أفضل"، كما يحاول البعض تصويره، بل لا يخرج عن كونه أقل أو أكثر سوء. لم يعد أمر اليمن بيد أهله بل بيد "الحاوي" الذي لازال في جرابه الكثير لليمن.