من منا لايتذكر شموخ ذلك الغضنفر الردفاني فرصة عظيمة في الذكرى الاولى لاستشهاده ان نستلهم المعاني الكثيرة ، ونقتبس موحيات ثورة وتضحية وذكرى رحيل لا تزال حاضرة ومستمرة حتى اليوم، رحل قائد الميادين ورمز النبل والكرم والشجاعة ، رحل عنّا احد العظماء ممن سطّروا تاريخاً مجيداً ببطولات خالدة مرصعه بسطورً عريضه وحروف مدادها الذهب مليئه بالنضال والوفاء بعزة وبشموخ جبال ردفان وبكبرياء جبال شمسان. كعادتها ردفان سباقٌه لرفد ساحات الوغى والجبهات بأشرف واعز الرجال ممن سطرو اروع الملاحم في مسيرة حياتهم حاملين ارواحهم على اكفهم والشهيد المناضل الصلب هزاع قاسم ابو مسدوس واحداًّ من أشجع الرجال الذين لبوٌ نداء الحق يداً تحمل اليراع والأخرى تحمل البندقية فمنذُ انطلاقة مسيرات الحراك الجنوبي قد نال شرف النضال ورافضاً للظلم فكان من اوائل الشباب الفاعلين على الصعيد الثوري وحاضرا في جميع الفعاليات زاخراً بعلمً وعلَم يحمله بين ثنايا فؤاده ساعياً للبحث عن وطن مفقود ودولة مأمولة. مضى الشهيد القائد ( ابومسدوس) في مسيرته التحررية الباسلة بكل يقين و ثبات، و سجل مشاركته الخالدة في كل الدروب و المعارك و الملاحم ضد المحتل الغاصب، و كان بشهادة الجميع رقما محوريا في معادلة الثورة والمقاومه الجنوبية وسطر اروع ملاحم النضال ، مع اختلاف إحداثيات الزمان والمكان إلا انه ظل ذلك الشامخ الثابت الذي لم تغريه المناصب والأموال وظل يردد جملته الشهيرة: ( نحنُ هُّناَ نصًنع مْن الموتَ اوطانا) نبذه عن الشهيد : يعد الشهيد البطل / هزاع قاسم هادي احد ابناء ردفان مديرية حبيل جبر قرية حبيل السبحه (وادي تيم) من مواليد عام 1982 متزوج وأبًّ لاربعه اطفال عبدالرحمن، أبرار ، إحسان، وإيثار. نشى وترعرع في كنف اسرة عريقه ومحافظه تاريخها مملؤا بالنضال فقد كان والده الفقيد المناضل قاسم هادي صالح سحداد واحدا من اوائل مناضلي ومفجري ثورة ال 14 من أكتوبر ضد الاستعمار البريطاني وعمه الفقيد المناضل احمد هادي ولم يبخلو قط عن دعم وتعزيز الثوار بالسلاح انذاك ، تلقى الشهيد هزاع قاسم دراسته الابتدائيه في مدرسة خيران وانتقل لدراسة الثانوية في مدرسة الفقيد عبدالمنتصر ناجي (ثانوية ابن سينا) في حبيل الجبر وكان من الطلاب المتفوقين . وبتفوق أكاديمي حاز على درجة البكلاريوس من جامعة عدن بتقدير عالي في تخصص الكيمياء. مسيرة نضال: وعند انطلاقة مسيرة الحراك الجنوبي لمع الشهيد كواحداً من ابرز المناضلين الداعمين والرافضين لألة الحرب التي تشنها قوات المحتل ضد شعب سلمي أعزل يطالب بنيل حريته وبرغم كل مايقوم به المحتل من اساليب العداء والسلب كان المناضل هزاع قاسم شامخاً ولم يتزحزح قيد انمله عن التخليل مبادى الثوار والذي عرف بها الشهيد بسمو اخلاقه ورفعة مبادئه وعلو مكانته في اوساط الشباب حاضرا وفاعلاً وعنصراًّ داعم بكل مايملك ومؤثراًّ استطاع ان يصدح بصوته الجهوري ليصل صدى قضيته الى كل المحافل. وبمجيء الغزاة في احتلالٍ ثاني ومن نوع اخر فقد شنت قوات العدو الحوثي حربها ضد الجنوب وشعبه في عام 2015 لم يتوانى الشهيد ثانيه عن الانطلاق للتصدي لذلك العدو المجوسي وكان لأسمه لمعان وبريق لا يتضاهى فقام بتجميع المقاتلين والانطلاق بهم صوب العند (بله) ليستقر هناك كقائدا لاحدى المجموعات تحت قيادة القائد ثابت مثنى جواس وكان لجواده صهيل من نوعً آخر وهو يجابه اعداء الدين والذي برز بحنكته وشجاعته وسطر اروع الملاحم القتالية محققين نصرهم على اعداء الدين والارض وبعدها حاز على ترقية( ملازم اول) من قبل القائد ثابت مثنى جواس . ولان سِمته الشجاعة والإقدام كان للشهيد هزاع ملاحم كثيرة وبادر ليكون من الاوائل الذين انضموا لمدرسة اللواء الركن هيثم قاسم طاهر عند بدء تكوين الوية المشاة وبرز كواحدا من اسود اللواء 20 مشاه في جبهة الساحل الغربي باب المندب غرباً ومروراًّ بجبال النار وموزع والبرح والوازعيه شرقاً . ولشموخ القائد ونظرته الثاقبة وحنكته العسكرية التي عُرف بها في التخطيط والهجوم والتصدي فقد ظل في حيطة وحذر فلم يتمكن منه العدو فبعد مشوار بطولي كبير ومسيرة تحررية خالدة وفي ظرف عصيب، و هكذا تكون خاتمة حياة العظماء ،فقد كانت الواقعة الاليمه صباح يوم الجمعة الثامن من شهر مارس الموافق2019 حيث ارتقى بطلاً وشهيداًّ عند مفرق البرح الوازعيه عندما ترَصّده رامي جَبَان متسللً بحقد وبأسلوب غادر مصوّباً باتجاه طقمه صاروخً حراري ارتقى حينها وبرفقته 8 من الابطال لتعود الارواح الى بارئها بنيلهم الشهادة بأذنه تعالى. ونختم سطور ذكرى السنة الاولى بعبارات بسيطة يضيفها رفيق درب الشهيد قائد السرية الاولى في كتيبة الشهيد عبود سالم القائد عبدالكريم الدكام قائلاً بتاريخ 3 مارس فقد ردفان خاصة والجنوب عامه القائد المخضرم هزاع قاسم هادي الردفاني والذي كان له دور نضالي كبير منذُ انطلاقة شرارة الثورة الجنوبية في 2007/7/7م حيث كان الشهيد داعم لمسيرات الحراك الجنوبي وكان من اوائل الابطال الذين خرجوا ضد قوات الاحتلال الشمالية العفاشيه وداعم للشباب بالمال ويقوم بتوعيتهم ضد قوات الاحتلال الشمالية حتى عام 2015 قامت قوات الحوثي بذراعها الايراني بغزو ثان للجنوب فحمل الشهيد سلاحه وانضم في جبهة بله متصدي للقوات المجوسية هو والابطال من ابناء ردفان منهم من قتل ومنهم من جرح ويعتبر الشهيد من اصحاب الخبرة والمهارات العسكرية ويتحلى بالشجاعة والصبر ومن ثم انضم لدى تشكيلات اللواء الركن/ هيثم قاسم طاهر في جبهة الساحل الغربي وسطر اشجع البطولات العسكرية والتكتيكية ودحر القوات الحوثيه المتمركزة في الساحل الغربي ابتداءً من باب المندب مروراً بالمخاء حتى جرح الشهيد في جبال النار ثم عاود بعد شفاءه ومن ثم حاز على منصب قائد سرية ومارس دوره النضالي بكل شجاعة .