مدينة عدن لم تعرف الراحة منذ تحريرها من مليشيا الحوثي ولم يعرف سكانها معنى الاستقرار في كل شيء الخدمات الأساسية والبنية التحتية والاقتصاد وكل ما يتعلق بالحياة والعيش في المدينة التي تحولت لشبه قرية في ظل المظاهر الانتهاكات التي تحصل فيها. أخر هذه الانتهاكات كانت ظاهرة العشوائيات التي لم يسلم في عدن شبر منها فقد وصل البناء العشوائي للجبال والبحار وأماكن عامة وأثرية ولم يعمل حساب للموقع الذي قد يكون خاطئ للبناء عليه خاصة وأنه مرتبط بمجرى سيل أو شبكة ماء ويمكن أن يسبب كوارث إذا تم البناء والاستقرار فيه. من الكوارث الكبرى أن يتم البسط على أراضي في الجبل والأبشع من ذلك أن يكون موقعا يرمز لعدن وتحديدا باب عدن وأن يتم التخطيط على أراضي شوهت منظره وأثارت غضب المواطنين الذين لا يعرفون موقف السلطات المعنية بوزارة الأشغال جراء ما يحدث لعدن ولأراضيها.
تقرير : دنيا حسين فرحان
*البناء العشوائي على معالم عدن التاريخية لم تشهده المدينة من الآلآف السنين :
لم تعرف مدينة عدن منذ الأزل أي مظاهر للخراب أو التشويه كما شهدته بعد حرب 2015م ففي كل مرة نجد ظاهرة جديدة لم تكن معروفة من السابق وتسئ للمدينة الحضارية والمواطنين المدنيين الذين أصبحوا يصارعون الحياة والأشياء السلبية التي تحدث فيها. أن تشاهد معالم عدن والتي يعود تاريخها لقرون ماضية تنتهك ويتم البناء العشوائي عليها هنا تدرك خطورة ما يحدث وأن هناك كمية فساد كبير وتجاهل من قبل الحكومة والجهات المعنية التي لم تتمكن من ضبط الموضوع أو عمل حل لها سوى حملات مؤقتة فقط لم ترتقي لمستوى العقاب أو المنع أو المحاكمة لكل من ينتهك أي معالم تاريخي ويقوم بالبناء العشوائي عليه. لم نتخيل يوما أن يتم بناء منازل في الصهاريج أو المجلس التشريعي أو أي معلم حضاري بل والتطاول فيه على مرئا الجميع دون ان يتم إزالة أو حل وكل ذلك يزداد مع الأسف يوما بعد يوم بسبب سوء الأوضاع وغياب دور الجهات المعنية الحقيقي والفعلي.
*تخطيط الأراضي في الجبال وبعض المناطق زاد مظاهر التشوية للمدينة:
في كل منطقة تذهب إليها تشاهد أراضي مخططة سواء كانت في الشوارع أو حتى الجبال التي لم تسلم منها وكل هذا يحدث دون أن تكون هناك اجراءات جادة لضبط الموضوع ومنع هؤلاء المتنفذين من البسط والتمادي بما يفعلوه ويتم محاسبتهم بسبب انهاكهم لأراضي عدن والبسط عليها دون وجه حق. كان آخر ما حدث هو التخطيط لأراضي تم البسط عليها في منطقة العقبة في مدخل مديرية صيرة العريقة (كرتير)والتي تم تداول صور لها في مواقع التواصل الاجتماعي وطالب مجموعة من الناشطين بالتحضير لوقفة احتجاجية أمام الموقع نفسه للتعبير عن رفضهم لما يحدث واستنكار العبث الكبير الذي يحدث في عدن كون أن تحرك الجهات المعنية أي ساكن. الصور تم نشرها على نطاق واسع والكل عبر عن حزنه وألمه لما يحدث في عدن والحال التي وصلت إليه اليوم جراء الانفلات الأمني وغياب القانون الفعلي ودور الجهات المختصة في محاسبة أو منع أي شخص يقوم بالبسط على أي أرضيه أو مكان في عدن ولكن الجميع لا يمكنه أن يغير شيء والخوف من القادم أن يكون أسوأ.
*خطوة جريئة من مأمور المعلا فهل تشهد المديريات الأخرى صحوة لمحاربة العشوائيات:
بعد انتشار صور وخبر البسط على الجبل الواقع بين مديريتي المعلا وكريتر مأمور مديرية المعلا تجاوب مع الموضوع وقام بخطوة جريئة وهي النزول للموقع وإزالة التخطيط الذي كان حاصل هناك والكثير من الناس تفاعلوا معه واعتبروا هذه خطوة جبارة كان المفترض أن تحدث منذ فترة طويلة من عدد من المسؤولين تجاه ما يحصل في عدن وهذا ما تحتاجه المديريات الأخرى لمحاربة كل بسط أو بناء عشوائي انتشر في عدن وأصبحت يشوه مظهرها الحضاري. هناك مديريات أخرى ومناطق تحتاج لمثل هذه الخطوة ولكنها بالتعاون مع جهات لأن البسط فيها أصبح منتشر بشكل كبير ووراءه تقف عصابات وأشخاص لديهم نفوذ كبير هدفهم النهب مستغلين الفوضى الحاصلة في البلاد وغياب الرقابة والقانون , لكن هذا يجب أن يحدث عن طريق حملات لإزالة العشوائيات والأراضي الغير قانونية والتي لا تحوي أي أوراق رسمية بل بنيت بقوة السلاح وأن يتم التعامل معهم بمعاقبتهم لوضع حد لمن يحاول أن يبسط على أي مكان في عدن.
*العشوائيات بعدن أصبحت ظاهرة بشعة تنتهك حرمة المدينة وإرثها الحضاري والثقافي والمدني الذي لطالما شهد التاريخ له ويسيئ للمواطنين الذين يشاهدون مظاهر البلطجة والبسط ولكن لا يملكون اي وسيلة لحماية ارضهم وممتلكات مدينتهم التي تتعرض كل يوم للانتهاك والبسط العشوائي ولا يجدون اي تحرك من الجهات المعنية بل تقابلهم بالسكوت واللامبالاة وفي كل مرة يزاد الأمر سوءا فإلى متى؟؟.