من ضمن الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها السلطات عندنا في عدن لمواجهة فيروس كورونا حظر التجول من 10 ليلا حتى ال 6 صباحا.. فما علاقة الليل بالفيروس؟! الهدف من حظر التجول الذي فرضته بعض الدول الموبوءة بفيروس كورونا هو منع اختلاط الناس ببعضها لكي لا يزيد عدد المصابين بالوباء.. وتكثر تجمعات الناس واختلاطها عادة بالنهار وفي المساء حتى الساعة التاسعة تقريبا، في الأعمال والأسواق وغيرهما.. أما بعد العاشرة فتبدأ الحركة تلقائيا تخف في الشوارع والأسواق، وتبدأ الناس تعود لمنازلها بشكل طبيعي. هناك من يقول إن فرض الحظر من 10 ليلا إلى 6 صباحا في عدن الغرض منه إجراء (تمريني) للناس على التوقف عن الحركة والبقاء في المنازل، حتى إذا انتشر الوباء - لا سمح الله - في المدينة حينها تبدأ السلطات في عدن بفرض حظر التجول التام وتكون الناس مستوعبة الموضوع وتلتزم بالإجراءات!! أليس من الأولى تدريب الناس وتمرينهم على البقاء في منازلهم في وقت تكون فيه حركة؟ مثل ما فعلت السلطة المحلية في محافظة حضرموت (من 4 عصرا وما فوق).. برأيي.. إن حظر تجول يبدأ من العاشرة مساء وينتهي في السادسة صباحا يصلح لحفظ الأمن والسكينة العامة في المدينة فقط. ويمكن نستنتج من ذلك الآتي: إن التوقيت الزمني لحظر التجول الذي فرضته السلطة الحاكمة في عدن (من 10م إلى 6 ص) إما أن السلطة لها غرض آخر منه (شخصي) وحاجة في نفس يعقوب (طبعا لا تمت بصلة لمواجهة انتشار فيروس كورونا).. أو أنه دليل على اعتراف السلطة في عدن بفشلها بفرض حظر التجول في غير هذا التوقيت، والذي هو أصلا حظر تجول طبيعي وما يحتاج لقرار ولا لدوريات أمنية لفرضه بالقوة.. فأعتقد أن الجماعة التي تحكم عدن حاليا - بالحديد والنار - تدرك تماما عدم وجود القابلية لها في قلوب مواطني عدن حتى ينصاعوا لقراراتها!! بسبب ما اقترفته أيديها من بطش وتنكيل وترهيب، وما عاثته في عدن من فساد وبطش وجبروت وترويع للآمنين في منازلهم، وبسبب ما آثارته من فوضى البسط والنهب لأراضي الدولة ومنازل المواطنين....إلخ فتحاول أن لا تزيد الطين بلة على نفسها بفرض حظر تجول في عدن في وقت يكون الناس فيه يسعون للقمة العيش، فهي تدرك أن المواطنين سيشترطون عليها توفير المأكل والمشرب والدواء للموافقة على التزام المنازل، وتعي جيدا أنها إن حاولت فرض الحظر بالقوة ستكون القشة التي قصمت ظهر البعير.