متابعات: وليد ناصر الماس. من ضمن أنوع الشعر التي يزخر بها الشعر الشعبي اليافعي، الزوامل الجميلة والمعبرة، التي تنطلق من الشعراء للتعبير عن مواقف معينة أو وقائع ما، لتلهب الحماس في سامعيها ومتداوليها، وتؤدي في ذات الوقت غرضا مهما، إذ إنها في جوهرها وفحواها رسالة سامية، يراد بها ومن خلالها حث الناس واستنهاض الهمم، للنهوض بمهمات معينة، أو التظافر في سبيل تحقيق بعض الأهداف، كما تقوم بلفت الآخرين ومخاطبة ضمائرهم إلى ضرورة التوقف عند مستوى معلوم إزاء بعض الأشياء والمسائل. وفي هذا الإطار فقد لعبت الزوامل دورا محوريا وأساسيا، على مسار مجمل الأحداث التي شهدها مجتمعنا قديما في ضوء سيادة نمط الحياة القبلية وما زالت فاعلة، غير إننا نستطيع إن نلمس وبوضوح تطورا ملحوظا في هذا اللون الشعري، فلم يعد قاصرا على أحداث من نوع محدد، أو مهتما بتصوير شكل معيشي وبيئي من أي نوع، بل بات متعلقا بجميع معانات الإنسان وهمومه وأشكال حياته وتفرعاته، وما يحيط به من أحداث وتطورات متسارعة، وأبرز ذلك الأحداث السياسية التي ما برحت ملازمة للشاعر اليافعي، تعصف بأحاسييه وأفكاره وتأملاته الشاعرية، فينبري نحو تصويرها والتعبير عنها، محاولا لو أمكن له ذلك الإمساك بها والتحكم بمصيرها وسلوكها المتذبذب، وبما ينسجم مع تطلعاته المستقبلية وتوجهاته الوطنية، واصفا ذلك بأسلوب فريد وبأدق الجمل والتعببرات المرهفة. وفي ما يلي سنرى نموذجا شعريا من نمطنا المذكور، ويبدأ بزامل مرسل من الشاعر محسن عبدربه الدالي الجرادي، للشاعر أبو صقر السقلدي، يمتدح من خلاله السقلدي وشاعريته وتوجهاته الثورية والسياسية، ثم يأتي الجواب عليه وبنفس القافية والوصف من الشاعر أبو صقر السقلدي. زامل الشاعر الجنوبي المقدام أبو معاذ محسن عبدربه الدالي الجرادي، مرسل للشاعر الجنوبي الشيخ أبو صقر السقلدي، يقول فيه: أعتز وأفخر بالأصيل السقلدي شيخ المواقف شاعر الشعب الفصيح. المنطقي مثله بوجه المعتدي وشيمته بالحق عالساس الصحيح. وهنا جواب من الشاعر الجنوبي الشيخ أبو صقرالسقلدي، يقول فيه: أعتز وأتشرف بسيفي ومسندي بالدالي المقدام ساعات القريح. نعم الجرامل والسيوف المهندي يفخر أبو سقلد بشاعرنا الفصيح. مع تحيات: الشاعر الجنوبي المقدام أبو معاذ محسن عبدربه الدالي الجرادي، والشاعرالجنوبي الشيخ أبو صقر السقلدي.
