بموجب التكليف الصادر لنا نحن اللجنة الميدانية المكلفة بالنزول الميداني الى مستشفيات واحياء عدن، من قبل مسئولة مبادرة الهديل للتوعية المجتمعية ضد فيروس كورونا، في عدن الاخت هديل احمد، تم نزولنا مساء امس الاربعاء الى عدد من المرافق والمنشئات الصحية لكن مع الاسف لم نستطع اكمال مهمتنا بسبب عدم تعاون للمسئولين على تلك المرافق من ناحية ومن اخرى بسبب مخاوف الاطباء والممرضين من التجاوب معنا دون اذن مسبق وصريح من قبل مدراء المستشفيات الحكومية والخاصة فالجميع يخشون الادلاء باي تصريحات واضحة وجازمة عن وجود اي حالات مشتبه بها بالاصابة بمرض كورونا، لان هناك اعتبارات سياسية تتخطفها اطراف عديدة كل منها يريد تسخير المشكلة لصالحه وهو الامر الذي جعل الجميع يترددون بل يتهربون من التعاطي معنا. النقطة الوحيدة التي توصلنا اليها ان معظم المراكز الصحية بدأت تصاب بالشلل خوفاً من تفشي المرض خصوصا ان المصابين ستكون وجهتهم تلك المرافق وهو الامر الذي اخاف الاطباء والطواقم العاملة في تلك المستشفيات وبحسب حديث اكثر من عشرة اطباء وممرضين واداريين صحيين جميعهم لا يحبذون كشف اسمائهم قالوا انهم سيضطرون الى مغادرة اعمالهم بسبب عدم وجود اي ضمانات صحية وعدم توفر احتياجات وقائية متكاملة تقيهم من الاصابة بالفيروس في حال وصول اي مصابين وهو الأمر الذي جعل بعض المرافق الصحية بالذات المستشفيات والعيادات الخاصة الى اغلاق ابوابها ورفض استقبال اي حالات طارئة او غيرها ومنها مستشفى الوالي في المنصورة ورفض مستشفى عدن الألماني استقبال حالات طوارىء، في حين اغلق معظم الأطباء عياداتهم الخاصة في كافة انحاء عدن، بينما تستعد غالبية المرافق الصحية الخاصة الى تعليق عملها في الساعات القادمة حسب تصريح اكثر من ثلاثة مدراء مستشفى خاص ومستوصفين خاصين، هذا وذكر لنا مسئولين اداريين في مستشفى الجمهورية والصداقة الحكوميين انهم قلقون حيال الاخبار المنتشرة حول وجود مصابين وانهم استقبلوا حالات مشتبه بها وقدموا لهم الاسعافات والعلاجات حسب المتاح لكن الاطباء لا يستطيعون تشخيص اي حالات قد تكون مشتبهة لاسباب كثيرة اهمها انعدام وجود محاليل الفحوص المخبرية الخاصة بفيروس كورونا، ومن ناحية اخرى بسبب تفشي الامراض الفيروسية المشابهة مثل مرض (المكرفس) وحمى الضنك والحميات الكثيرة المتفشية خصوصاً بعد الامطار الأخيرة التي شهدتها عدن والمناطق المجاورة لها والذي كان يفترض ان تقوم الجهات الحكومية الاخرى بواجباتها ومهامها تجاه اعمال النضافة وشفط المياة الراكدة واعمال الرش بالمبيدات ضد البعوض وتطهير الاماكن التي اصبحت اكثر بيئة قابلة لاحتضان الفيروسات والميكروبات والبكتيريا، فمعظم احياء عدن اضحت ملوثة بالجراثيم والبكتيريا وقابلة لاحتضان الفيروسات بسبب الاهمال وتكدس القمامة ونتيجة المياة الراكدة التي سببتها الامطار الأخيرة والتي سبقتها باسابيع والتي اختلطت ايضا بمياه الصرف الصحي. الوضع البيئي والصحي بشكل عام في عدن غير طبيعي سواءً انتشر فيروس كورونا او لم ينتشر فهناك امراض وحميات كثيرة منتشرة وقابلة للانتشار والتكاثر بسبب الاهمال وغياب النضافة ناشطين مجتمعيين ابدوا مخاوفهم من الفساد المنتشر داخل اجهزة الدولة والسلطة في عدن والذي قالوا انه بات يلقي بضلاله ويؤثر سلبا على البيئة الصحية وادى الى غياب اي دور لاجهزة البلدية والنضافة في عدن ونتيجة لحالة عدم الاستقرار السياسي والامني في الوقت الراهن ستقود الامور الى حالة اسوأ بكثير مما هي عليها الان وناشدوا المنظمات الدولية الاغاثية والتابعة للامم المتحدة ان تقوم بواجبها الانساني بالتركيز على دعم اي مبادرات مجتمعية تتولى مهمة انقاذ عدن من الكارثة البيئية التي تعانيها وان تعمل تلك المنظمات بالاشراف المباشر على القائمين على المبادرات او حتى شركات النضافة الخاصة عن طريق المقاولات. هذا ما خرجنا به ليلة امس من خلال نزولنا الميداني بموجب خطة استطلاعية ومسحية سنعمل على مواصلة انجازها خلال اليومين القادمين. اللجنة الصحية الخاصة بالمسح الميداني لتقصي حقيقة وجود وانتشار فيروس كورونا، التابعة لمبادرة الهديل المجتمعية عدن الاربعاء - 29 ابريل 2020م