تحققت الوحدة اليمنية و كلنا أمل بأنّ تنفيذ بنودها سيفتح لنا مستقبل زاهر مفعم بالأمن و الأمان و الرخاء و العدالة و الحرية . فلم تمر على توقيعه أربع سنوات حتى ظهر الوجه القبيح فسآلت دماء في حرب ظالمة جُرّدت دولة كاملة ذات سيادة بنشيدها و علمها فنُهبت أراضيها و قُتلَت كوادرها و شرّدت و هُمّشت نخبها في شتى مجالات الحياة . تحالف أعداء الشيطان بينهم البين للنيل من تلك الدولة دفاعاً عن تلك الوحلة تحت فتاوى تكفيرية زائفة ما لبث أن تفتت هذا التحالف و انقلب السحر على الساحر بعد مرورهم على جسر الفتوى لتحقيق أهدافهم ليجدوا أنفسهم في سلة المهملات و خارج إطار السلطة . سنوات طويلة مرت و الجنوب أصبح فريسة ينهش فيه الغرباء تحت مسمع و مرأى و تواطئ و شراكة ديكورية للأهل و الإخلاء مبنية على الفيد و الربح مقابل السمع و الطاعة . شآءت الأقدار أن تكون ثورة الربيع العبري التي فجروها بمثابة بداية النهاية لظلم جائر بعد إختلاف عميق نتج عنه مبادارت و تسويات و مؤتمرات فاشلة . نكايات حاقدة أوصلت الحوثي لهرم السلطة في صنعاء فحاول غزو الجنوب بنفس سيناريو الوحلة المشئومة فوقع في وحل عميق عنوانه تحالف عربي بدعم إماراتي و أسود الجنوب الشرفاء في ملحمة بطولية أفضت بتحرير الجنوب في وقت قياسي . اليوم غزو ثالث للجنوب بحلة مناطقية عنوانه شقرة في محاولة لإنقاذ الوحلة اليمنية التي أصبحت في موت سريري مشلولة لم يبق لها إلا حركات العينين و إن حاول خصوم الأمس لها من إظهار قوتها . في الأخير نتمنى أن يفهم أخواننا المواطنين في الشمال أنّهم ليس طرف في هذا النزاع عن الوحدة بقدر ما يتحمله أنظمتهم و أحزابهم و مسؤوليهم و سيبقى الحب و الإحترام و الوئام أساس التعامل و إن حاول البعض الإخلال به و تعكيره . و دمتم في رعاية الله