ليس هناك حضرمي أصيل يمكنه أن يقبل بواقع الخدمات القائم اليوم بحضرموت وبغض النظر عن عدم وجود مقارنة لواقعنا مع غيرنا ممن حولنا وعن معطيات الواقع العالمي القائم اليوم في ظل كورونا وخفض إنتاج النفط وتذبذب اسعاره وتعطل مصالح العالم.. ولكن بالمقابل ليس هناك حضرمي وطني حر واع بما حوله، يمكنه أن يجهل الأسباب الحقيقية وراء كل هذا السوء الخدماتي المتزايد اليوم بحضرموت الساحل ومستوى نفوذ وإمكانيات الجهات التعطيلية المتحكمة وسعيها لخدمة أهدافها السياسية التركيعية القذرة لحضرموت وقيادتها وشعبها وبأن إصلاح عقود من الفساد والخراب وغياب البنية الخدماتية الأساسية التحتية بحضرموت لايمكن أن يأتي بيوم وليلة، حتى لو تولى أمورنا مهاتير محمد واكبر قيادات الدول الاقتصادية الكبرى.
لذلك يبقى الصبر على الوقت القليل المتبقي لتمكين حضرموت من التحرر النهائي من قبضة تجار الطاقة المشتراه واستكمال بناء محطتها الحكومتين هو المحك الحقيقي المطلوب اليوم من كل مواطن حضرمي شريف..
ويبقى الرهان الحضرمي الحقيقي اليوم كذلك معقود بدرجة الوعي المجتمعي بأهمية المرحلة الحالية ومستوى المخاطر الاستراتيجية والتحديات الجسيمة التي تواجه حضرموت وقيادتها، من أجل مواصلة السير بنا نحو التحرر النهائي من كل تسلط مركزي وتفويت اي فرصة او إمكانية لمن يتربصون بنا وقيادتنا ويحاولون استغلال وعي ومعاناة الناس مع الكهرباء خصوصا، لاثارة الفوضى والخراب تارة وتارة أخرى لإشغال قيادتنا عن مواصلة السير الحثيث في طريق استكمال البنية الخدماتية التحتية لحضرموت ومحاولة تشتيت الاهتمام وإضاعة كل الفرص الاستراتيجية لتخليص الحضارم من قبضة عصابات الفساد ومافيات المتاجرة بهمومنا ومعاناتنا وخدماتنا منذ عقود من الزمن.
فهل يعي قومي الحضرمي كل هذه التحديات المصيرية التي تواجه حضرموت اليوم، أم أن حر الأجواء وحجم المعاناة وحلاوة الكلام المعسول للمنشورات الفسبكية، قد طغى على أي وعي وطني واستشعار بحقيقة ما يجري ويعمل اليوم بصمت في حضرموت من أجل غد حضرمي خدمي آمن ومستقر.