صراعات ليس لها نهاية ومصاعب وأهوال يتجرعها اليمنيين عام بعد آخر يدفعون أثمانا باهظة من الأرواح والدماء متشبثين بوجودهم متناسين كل شيء في وطن أخذ منهم الكثير ولم يعطهم سوى القليل وطن أصبحوا فيه غرباء غرباء في كل مكان وطن تشابهت فيه صباحاتهم واختلفت مطالبهم ففي عدن والجنوب ترتفع أصواتهم مطالبين بتوفير الخدمات الضرورية ك الكهرباء والماء والراتب وفي شمال الوطن انعدام للمشتقات النفطية والغاز والرواتب نعم تشابهت المطالب والمشكلات واختلفت طرق وأنوع العذاب الذي يتجرعه المواطنين من مكان إلى آخر والبلاد تسير إلى فوضى والداعون إلى السلام يروجون ماء في القدر ليس إلا..! شلل تام في كل شيء فالمؤسسات التعليمية في معظم المناطق تحولت إما إلى ثكنات عسكرية أو سجون خاصة،والمستشفيات تم تفخيخ بعضها وتفجيرها، أو سرقة محتوياتها وأجهزتها والمكاتب الحكومية التي لها صلة مباشرة بخدمات المواطنين ك الماء والكهرباء تسيطر عليها بعض الفصائل المسلحة وترفض تسليمها إلى الجهات الحكومية لكي تستطيع ممارسة عملها وتقديم خدماتها للناس بالإضافة إلى ذلك تسرب مياه الصرف الصحي لتختلط بمياه الشرب،وتكدس القمامة في الشوارع مسببة تلوث بيئي أدى إلى انتشار كبير للأمراض والحميات التي فرضت على السكان سيناريوهات مؤلمة ووضعتهم أمام خيارين كل واحد منهما أشد مرارة من الآخر،فإما البقاء رهن حصار المرض وتحمل تبعاته،أو التعايش مع الوضع وترقب الأقدار،لدرجة أن المصابين بالحميات لم يجدوا اسرة في المستشفيات الحكومية أو الخاصة لتلقي العلاج يرافق ذلك ضعف الإمكانات والأخطار المحدقة التي تهدد القطاع الصحي بأكملة نتيجة النقص الكبير للأدوية والأجهزة الطبية فضلًا عن النقص الشديد في الكوادر الطبية هذا حالنا وهذه هي ظروفنا وعلينا أن نتعايش مع كل هذا كفصل من فصول الحرب في اليمن...! بالنسبة لما يقوم به المجتمع الدولي والمانحين من جهود في العمل الإنساني والإغاثي خلال السنوات الثلاث الماضية بدءاً بدعم خطط الاستجابة الإنسانية ووصولاً إلى العمل الأغاثي للمنظمات الدولية في التخفيف من حدة الأزمة الإنسانية في اليمن إلا أن تلك الجهود لم تنجح عمليًا في تقليص حجم المعاناة التي يلاقيها اليمنيين جراء انعدام الخدمات الضرورية بشكل كلي هذا جانب والجانب الآخر يعاني المواطن اليمني من سوء الأوضاع الصحية في البلاد حيث يشهد القطاع الصحي في اليمن أزمة كبيرة نتيجة الحرب التي عملت على تدمير البنية التحتية للبلاد ككل ومن ضمن ذلك البنية التحيتة للقطاع الصحي ف أصبح معظم السكان يتلقي الرعاية الطبية من خلال جهود الإغاثة التي تقدمها المنظمات الإنسانية التي تعمل على الأراضي اليمنية وهذا سيكون له أثر إنساني بالغ على المستوى القريب والبعيد على القطاع الصحي وسيلقي بالعدد الأكبر من المواطنين اليمنيين في وضع صحي مأساوي يجسد البؤس في أقبح صوره..!