أيام تفصلنا عن بداية العام الدراسي الجديد2020-2021 والتحاق طلاب الثانوي بمقاعد التعليم ولازالت مشكلة إضراب المعلمين في القطاع العام ومطالبتهم بحقوقهم المشروعة قيد الإنتظار ولاحلول لها حتى الساعة، والمعلم والتلميذ بين المطرقة والسندان فاللمعلم حقوقه الذي يطالب بها من ناحية،ومن ناحية أخرى فهناك جيل بأكمله من التلاميذ والطلاب يتم سحقه فكريا وعلميا وهي قدرات بشرية هائلة قد تستفيد منها الدولة في المستقبل القريب أو قد تجر علينا ويلآت الجهل الذي لا يحصل معه بناء وتعمير بل خراب وتدمير. ولنحرر بعض النقاط: .مطالب المعلمين مشروعة ولا يمكن لأحد أن ينكر هذا الشيء فالمستحقات المالية الشهرية أصبحت لا تكفي في ضل المتطلبات الكثيرة مع الارتفاع الكبير والمتزايد في أسعار المواد الغدائية والسلع الضرورية التي أرهقت كل مواطن ناهيك عن المرض الذي لم يبارح مكانه والذي صار كشفا للحال فإما أن يموت الشريف بهدوء أو يطرق أبواب الذلة والمهانة والتسول؟ وهذا إن حصل يعد إهانة كببرة ونكران جميل في حق المعلم الذي اهتم بنا وعلم جيلا بأكمله فلكل سياسي بارز معلما علمه يوما ما، ويحز في نفسي كوني كنت يوما تلميذا لأحدهم أصغ إليه وانتهل من علمه العميق والآن أراه يصرخ ويئن ويطالب بحقوقه من أجل حياة كريمة لاشيء أكثر. كما أن المشكلة ليست في اضراب المعلمين فقط (والذي نتمنى أن يرفع في أقرب فرصة وتعود العملية التعليمية مرة أخرى) بل هناك أمور أخرى عديدة لابد أن ينظر لها بعين الاعتبار وبشكل جدي ومنها مشكلة الكتاب المدرسي الغير متوفر بكميات كافية،وفي عدد التلاميذ الكبير للغاية وقلة المقاعد المتوفرة لهم،كما أن بعض المباني المدرسية غير جاهزة وغير مؤهلة لاستيعاب الطلاب، ولاننسى النقص الشديد في عدد المعلمين على أرض الواقع والذي فرض نفسه في العام المنصرم وكانت نتيجته عدم تدريس بعض المواد للطلاب إلى نهاية الفصل الثاني وهذا جعل الجهات المعنية بالشأن تستعين بمعلمين متطوعين للمساعدة نحو الدفع بالعملية التعليمية نحو الأمام وهذه مشكلة أخرى بحد ذاتها فإن كان هناك نقص في عدد المعلمين فلماذا لا يتم استيعاب هؤلاء المعلمين المتطوعين وتوظيفهم لأجل القيام بدورهم التعليمي والمساهمة في بناء الوطن الذي يسع الجميع وسد الفراغ والثغرة في المدراس الابتدائية والثانوية. كما ويجب على التلميذ أن يدرك أهمية التعليم وعلى أولياء الأمور توعية أبنائهم بفائدة التعليم المدرسي والتعليم بشكل عام وما يقوم به هذا العلآم من تقوية مداركهم وقدراتهم إلا أنه وللاسف فكثير من أبنائنا اليوم لا يدركون قيمة التعليم وهم مصابون بالإحباط الذي يعكسه الواقع بسبب مايرونه من معاناة المعلمين بشكل خاص والمؤظفين بشكل عام،كما أن موقف التلاميذ في المدارس الإبتدائية وطلاب الثانوية وإمتناعهم عن حضور المدارس طواعية كما في الفصل الدراسي الثاني من العام 2019-2020 كان عاملا مهما في نجاح إضراب المعلمين في العام المنصرم 2019-2020 وإيقاف العملية التعليمة لفصل دراسي كامل وهذا لا يخفى على أحد إلا أننا لا نتقن فن الصراحة والصدق مع أنفسنا. أنا أدرك أن هناك مطالب مشروعة للمعلمين ولا أنكر ذلك بل ونناشد الجهات المعنية للإصغاء وباستيعاب وتوظيف (المعلمين المتطوعين الخريجين)من أجل الإنطلاق بالعملية التعليمة نحو الأمام إلا أن استمرار الاضراب سيقود لتجهيل جيل بأكمله وكشخص يجيد الملاحظة الاجتماعية أدرك جيدا أن المشكلة في بداية النهاية *إن لم يحصل تعنث مبالغ فيه أو تجاهل لا مبرر له* وأعلم يقينا أن كثيرا من المعلمين يرغبون في فتح اضرابهم مع الحفاظ على ماء الوجه بتحقيق ولو بعض المطالب.