بعد منتصف الليل نرتدي ثياب الشجعان لنبكي سرا نحتضن وسادتنا الغارقة بدموعنا ، النازفة جراء التآوهات. بعد منتصف الليل ، تبدا احلامنا في الخيال، نود لو أن لنا نصرا فنستقبله، أو مجدا كي نقترب منه ، أو عناقا لننتظره ولو سرابا. بعد منتصف الليل ، أغرق في محرابك، اتذكر محادثاتك، اسمع صدى صوتك، أعاين تورد شفتيك، اعزف نغم الحزن، والتقي بتيار الحب وأواجه موجات الحنين . بعد منتصف الليل، حين نخلو باروحنا فنسمو بالحديث والعتاب ونختفي عن أعين الرقباء فنحكي كثيرا ، ونستلهم الذكريات ونندم على ضياع فرصتنا باللقاء. بعد منتصف الليل ، تزيد الاسئلة، والعتاب بعد الغياب . تنتهي رسائلنا العادية وابدأ بالاستماع إلى روحك السامية . بعد منتصف الليل، أشعر بنفسي مكبلا بك، مطرود عن الجميع ولا إنتماء إلا اليك . أتساءل اين أنتِ الآن، ولماذا أنا هنا ، وماذا لو تسولت نظرة من عينيك ؟وكيف تمادى القدر وأبعدنا كثيراً كثيرا. الم يكن يليق بنا أن نكون بقرب بعض، فلماذا افترقنا ومتى اللقاء ؟ بعد المنتصف تبدا دقات قلبي في الازدياد كيف لا وكمية شوقي لا تقاس فحتى سرعة الضوء لا استطيع الوصول بها اليك. بعد المنتصف تستهدف قوتنا، نصبح ضعفاء أكثر من أي وقتٍ آخر ،يُبكينا عتاب ويسعدنا حديث. بعد المنتصف أصلي للرب وادعوه لنا باللقاء ولحبنا النصر .